باتت تقنية الواقع الافتراضي أحد التقنيات التي يعول عليها الخبراء التقنيين لحدوث ثورة مستقبلية في العديد من المجالات، ولعلّ من أبرز المساعي هو استخدام هذه التقنية لتسهيل بعض مهام الحياة من خلال ربطها باللعب وجعلها أكثر متعة، من هذا المنطلق، أطلقت شركة "Black Box" المتخصصة في عالم اللياقة البدنية والتي تأسست في عام 2016م من قِبل كلٍ من "ريان ديلوكا" و"بريستون لويس"، أول صالة ألعاب رياضية بواسطة الواقع الافتراضي في مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث اتخذت هذه الفكرة لإنهاء الصراع اليومي الذي يمر به ملايين الأشخاص جرّاء القيام بالتمارين التي يحتاجونها لتحقيق الصحة التي يرغبون فيها لأجسادهم، وفي عالمنا اليوم، أصبحت اللياقة البدنية مُملة ومُربكة ويكاد يكون من المستحيل الحفاظ عليها بالنسبة للغالبية العظمى من الأشخاص، لذا سخرت هذه التقنية من أجل تشجيع رواد الصالة الرياضية لأداء التدريبات بشكل أكثر فاعلية وبحافز أكبر مقارنةً بصالة الألعاب الرياضية التقليدية، إضافةً إلى أنّها قد تجعل تجربة أداء التمارين مفعمة بالحيوية دون التركيز على التمرين ذاته، ما يُحول تلك التدريبات من الجهد الرتيب إلى لعبة فيديو يسهل الإدمان عليها.
تصميم الصالة وآلية التمرين
بحسب موقع "vrscout" الأمريكي والمتخصص في مستجدات الواقع الافتراضي، يتم منح اللاعبين غرف خاصة بهم، حيث يضعون سماعات الرأس المخصصة للياقة البدنية والمزوّدة بتقنية الواقع الافتراضي، وأجهزة أخرى يتمّ ارتداؤها لتراقب وضع أيديهم أثناء أداء التمارين، ما يُتيح للمتدرب الانغماس في عالم جديد بالكامل من حوله، وتمّ تصميم تجربة الصالة الرياضية حول لعبة ليشعر المتدرب كبطل متحكم بمغامراته الملهمة، وستحتاج تلك التدريبات إلى استخدام بعض الأسلحة في اللعب، وكلما كان التمرين أكثر تحديًا، كلما زاد الضرر الذي سيُلحقه اللاعب بالأعداء في اللعبة، كما يُمكن للشخص أثناء اللعب أنّ يحصد جوائز وطاقات جديدة لمحاربة الخصم، بينما تقوم تقنية تُعرف باسم "Dynamic Resistance Machine" بمراقبة تتبع تقدم الشخص في التمرين ورصد أكثر من 10 آلاف نقطة من بيانات الحركة وتعديل مستويات مقاومة الفرد أو إعادة ضبط اللعبة تلقائياً.
التمارين المستخدمة
وتشمل التمارين التي يقوم بها المتدرب بعض التمارين الرياضية التقليدية مثل تمارين ضغط الصدر وضغط الكتف، وتمارين القرفصاء "السكوات" ورفع الأثقال، إضافةً إلى بعض تمارين القلب، وفي هذا السياق يُخبر المؤسس للصالة" بريستون لويس" أنّ هذه الفكرة جمعت بين الواقع الافتراضي وعلم النفس السلوكي، ما يجعل الفرد يشعر بالعزيمة للعودة إلى الصالة الرياضية، وأشار إلى أنّ ثلاث تجارب أسبوعية ولمدة 30 دقيقة في المرة الواحدة من هذه التمارين، ستكون كافية لزيادة قوة الشخص وتحمله، وتشكيل جسده وصحته بالشكل الذي يُريد، حيث سينقله كل تمرين تلقائيًا نحو هدف من أهدافه ويُساهم في تحسين المقاومة والشدة والسرعة استنادًا إلى تلك الأهداف.
مقطع الفيديو التالي المُقدم من "Black Box"، يُظهر بعضٌ من آلية أداء هذه التقنية.