ضمن فعاليات مبادرة مسك جدة التاريخية أتاح معهد مسك للفنون لعدد من الفنانين والفنانات المشاركة بحكاية تفاصيل هذا المكان برؤية فنية هادئة انعكست على الزوار الذين لم يجدوا من لغات التواصل فيما بينهم سوى الهمس ونظرات العيون، خشية أن يقطعوا برفع أصواتهم أفكار من جندوا إبداعهم الفني من أجل المكان.
وإذا أرادوا رؤية مغايرة لما هو موجود في بطون كتب التراث عن جدة التاريخية، فما عليهم سوى ثني الركب عند هؤلاء التشكيليين الذين يقصون حكايتهم عن المكان بطريقة مختلفة وفريدة، "فتتحدث اللوحات عن ذاتها"، عبارة أصبحت بمثابة "الإجابة عن الأسئلة الشائعة" التي تجدها في بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة، لكثرة الأسئلة والاستفسارات التي ترد للتشكيليين من الزائرين، عن سبب اختيار هذه الفكرة دون غيرها في اللوحة.
مكان الفعالية يعد استراتيجيًا كونه يتوسط منتصف "مسك جدة التاريخية"، وهو ما ساهم في كثرة من دخل عتبته من الزوار، فهنا رسمت عبرت أفضل اللوحات الفنية عما تحمله المنطقة في بطنها من جمالية بيوتها ورواشينها دون الحاجة إلى المرشد السياحي ليدلهم على أسرارها.
مزيج من التفاعل يحصل في هذه المنطقة دون غيرها بين التشكليين والزوار، لتحقيق طلبات الأخيرين في زيادة رسم اللوحات التراثية للتعبير عن جمالية الطراز المعماري التي اتسمت به بيوت "جدة التاريخية"، وللمحافظة على هوية المكان من عوامل التعرية – في إشارة إلى النسيان.