أكدت دراسة حديثة أجراها علماء في مستشفى "تشيلو" للأطفال بجامعة شاندونغ بالصين، أن البكتيريا الكامنة في أحشاء الأطفال تؤدي إلى إصابتهم بمرض "التوحد". وأظهرت الدراسة الجديدة أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف "التوحد" لديهم تركيبة فريدة من الخلل توارثوها من أمعاء الأم التي تتصل بأجهزتهم العصبية والهرمونية والمناعية، وتحمل مستويات أعلى من سلسلات بكتيرية تنتج مواد كيميائية تسبب خللا يعقبه التهاب يؤدي في النهاية لظهور المرض، كون هذه المواد تمنع إيصال الرسائل الكيميائية إلى الدماغ بشكل صحيح، ما يؤدي إلى حدوث الإصابة، بحسب وكالات.
ويأمل العلماء عبر الدراسة أن يتمكنوا من إحداث اضطراب في سلسلات هذه البكتيريا لدى الأم الحامل تجنباً لتأثيراتها السلبية على الجهاز العصبي المركزي للجنين، ما يؤدي إلى كبح المرض الذي تزيد نسبة الإصابة به بين أطفال العالم على 2%.
يذكر أن "التوحد" هو اضطراب يُلاحظ على الطفل عادةً منذ الطفولة الباكرة، ويؤثر على نموه وتطوره، وتختلف مظاهر وميزات طيف "التوحد" اختلافاً كبيراً، وذلك حسب مستوى التطور والعمر الزمني للفرد، ويصيب مرض "التوحد" الصبيان 3- 4 مرات أكثر من الفتيات.
ويتميز مرض "التوحد" بتطور غير طبيعي أو قاصر، يظهر قبل سن ثلاث سنوات من العمر، وخلل وظيفي في التفاعل الاجتماعي المتبادل وفي التواصل. وسلوكيات نمطية تكرارية محدودة.
جمعية التوحديين في الولايات المتحدة الأمريكية ، تعرّف مرض "التوحد"، بأنه عجز تطوري معقد، يظهر نموذجياً خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وفي مجالات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل.
ويُظهر الأشخاص المصابين بمرض "التوحد" او طيف التوحد صعوبة في التواصل الكلامي وغير الكلامي وفي التفاعل الاجتماعي وفي اللعب واللهو والنشاط، أثناء ساعات الفراغ.
وينتمي مرض "التوحد" الى مجموعة من خمسة اضطرابات نمائية – عصبية، تتميز بقصور شديد وشامل في عدة مجالات تطورية.
وللأن فإن أسباب الإصابة بـ "التوحد" غير معروفة، وليس هناك سبب واحد معروف لمرض التوحد Autism، ولكن من المتعارف عليه أن يكون ناتجاً عن خلل في بنية الدماغ أو وظيفته.