بسبعة أجزاء زخرت بعدد كبير من المصطلحات الفنية البلاغية والعروضية وبمعلومات عن اللهجات البدوية، تم إصدار «الموسوعة العلمية للشعر النبطي»، من قبل أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، التي ألفها الدكتور غسان الحسن، في جزءين رئيسين صدرا خلال العامين 2018 و2019؛ إذ صدر الجزء الأول من الموسوعة في 2018، وفيه تناول: نشأة الشعر النبطي، تعريفه، تسميته، وموقعه، وأشار إلى سيرة بني هلال في رحلتهم من بلاد المشرق إلى بلاد المغرب العربي.
وبجهود شخصية ضخمة في التمحيص الوزني والقياس الصوتي واستبطان الأشعار النبطية، أصدر المؤلف في الثلث الأول من العام الجاري 2019، ستة أجزاء أخرى تتمحور حول أوزان الشعر النبطي، فبعد تعرف المؤلف إلى أوزان هذا الشعر وموسيقاه، وتصنيفها بصورة علمية منهجية دقيقة متقنة، جاءت هذه الموسوعة لتقدم ما يزيد على 110 أوزان وبحور، في مادة ضخمة تضم تفاصيل وجزئيات رئيسية وفرعية معززة بالشواهد والأدلة.
محاور موسوعة الشعر النبطي
في ثلاثة عناوين رئيسة قسم الجزء الثاني من موسوعة الشعر النبطي إلى 3 محاور، عنون أولها بـ«مدخل إلى موسيقى وأوزان الشعر النبطي»، وحمل المحور الثاني عنوان «عروض الشعر النبطي»، وتركّز المحور الثالث على «أوزان مفاعيلن» بتفصيلاتها ومواقعها وبتكراراتها وتشكيلاتها المختلفة، وهو المنهج نفسه الذي اتخذه المؤلف في سائر الأجزاء الستة، خلال تحليله الموسيقي للتفعيلات الأخرى «أوزان فاعلاتن» ج3، «أوزان مستفعلن وتكراراتها» ج4، «أوزان مستفعلن وشريكاتها» ج5، «أوزان فاعلن» ج6، ودرس المؤلف في الجزء السابع بقية التفعيلات وهي «فعولن، مفعولات، متفاعلن، مفاعلتن».
إضافة 13 جزءًا إلى الموسوعة النبطية
بعد تتبع المؤلف في الأجزاء الستة للموسوعة، التي تعتبر مرجعًا تثقيفيًّا وتعليميًّا أساسيًّا لكل شاعر مبتدئ، أو دارس يرغب في التخصص؛ تطور الأوزان الشعرية النبطية منذ نشأتها إلى أن تفرّعت وانتشرت على يد الشعراء النبطيين في البوادي العربية، يقول المؤلف إن أجزاء هذه الموسوعة ستتوالى تباعًا؛ لتغطي سائر قضايا الشعر النبطي من الوجهة العلمية، مثل القوافي وفنونها والفنون البنائية والفنون اللفظية والتفاعلية وغير ذلك من قضايا، وصولاً إلى ملامح التجديد في الشعر النبطي ومستقبل الشعر النبطي، وهو ما يتوقع أن يُوصِل أجزاء الموسوعة إلى عشرين جزءًا في وقت ليس ببعيد.
ويذكر أن هذه الموسوعة تأتي استكمالاً وتفصيلاً علميًّا لكتاب سابق وفريد في مبحثه للمؤلف في منتصف الثمانينات يحمل عنوان «الشعر النبطي في منطقة الخليج والجزيرة العربية» في جزأين.