ربما يكون الخوف أحد المشاعر الإنسانية التي يهرب منها الأفراد، ويتمنون ألا يقعوا فيه، وبالرغم من ذلك؛ نُشاهد الأشخاص يقفون جماعات وأفواجًا في طوابيرة أفلام الرعب السينمائية، فور إصدارها، في صالات العرض، ولعلّ في ذلك جانبًا نفسيًا، حيث يرى الخبراء أنّ هذا النوع من الأفلام يُساعد على التنفيس عن المشاعر السلبية، فهي تساعد الأشخاص على نزع فتيل العدائية في نطاق مخصص، يساعد على حفظ التوازن النفسي المجتمعي، كما يعتقدون أنّ هذا النوع من الأفلام يعتمد على عناصر الخيال التي تجذب الطبيعة البشرية، ولكن ماذا لو كانت تلك القصص مستندة إلى واقع حقيقي، ربما يرى البعض فيها الكثير من الإثارة!
في السطور التالية، نستعرض بعضًا من تلك الأفلام، التي استند بناء السيناريو الخاص بها على قصص حقيقية:
1. «The Serpent and the rainbow»
تدور أحداث هذا الفيلم، الذي أُصدر عام 1988م، في إطار من الرعب الممزوج ببعض الإثارة والتشويق، حول عالِم أنثروبولوجيا، من جامعة هارفارد، يذهب في رحلة إلى «هايتي»، بعد سماعه عن عقار أو بودرة يستخدمها ممارسو السحر الأسود، يقوم بتحويل البشر إلى زومبي، والقصة الحقيقية المقتبسة هي لكتاب يحمل نفس الاسم لعالم الأنثربولوجيا الأمريكي «ويد دايفس»، تطرّق من خلاله إلى تجربته التي واجه فيها شخصيًا تجربة مرعبة، حيث اخترق «دايفس» سحر الفودو بعمق كافٍ، ووثق تلك التجربة التي رأى فيها معاودة ظهور أشخاص إلى الحياة في المجتمع «الهايتي» بعد سنوات من إعلان وفاتهم رسميًا.
2. «The Mothman Prophecies»
قصة الفيلم الذي أصدر في 2002م، تتحدث حول كاتب يُدعى «جون كلاين»، ينوي هو وزوجته «ماري» شراء منزل، إلا أنّهما يتورطان في حادث سيارة بعد زيارتهما لأحد المنازل، ومن ثمّ تزعم «ماري» أنها رأت مخلوقًا غريبًا، الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية، ورصدها الكاتب والصحفي «جون كيل» في كتابه الذي حمل الفيلم نفس اسمه، حيث تطرّق فيه إلى قصص شهود رأوا الكائن الغريب، الذي أثار جدلًا واسعًا حول ظهوره في ولاية فيرجينيا الغربية، والذي أسفر عن مقتل 46 شخصًا!
3. «An American Haunting»
أُنتج في عام 2005م، تدور قصته حول عائلة غنية لرجل يُدعى «جون بيل» في القرن التاسع عشر، عُذبت عائلته من قبل كيان غير مرئي، والذي استهدف ابنته «بيتسي» بشكل خاص، أما القصة الحقيقية فهي مثار الجدل، حيث اعتبرها البعض أسطورة، في حين رآها آخرون حقيقية، حيث وثق أكثر من 35 كتابًا حكاية هذه العائلة، التي تعرضت للهجوم من قِبل روح غامضة، ووفاة «جون بيل» هي الوحيدة في التاريخ الأمريكي، التي تم توثيقها على أنها موت تسبب فيه شبح.
4. فيلم «The Conjuring»
الفيلم الذي أُنتج في عام 2013م، وتمّ إصدار سلسلة من الأفلام التابعة له، تدور أحداثه عن عائلة تنتقل إلى منزل جديد، فاكتشفوا أنهم ليسوا وحدهم. شخصٌ ما يغلق الأبواب، وهناك رائحة عفنة، ويرى الأطفال انعكاسات غريبة في المرايا، فتلجأ العائلة إلى طلب المساعدة، في حين أنّ القصة الحقيقية حدثت في عام 1970م، فقد اشترت امرأة لابنتها دمية، وفي وقت لاحق أدرك جار الفتاة أن اللعبة كانت تعيش حياتها الخاصة، حينها خلص «إد» و«لورين وارن»، اللذان حققا في هذه القضية، ولجأت إليهما الفتاة، إلى وجود روح شريرة داخل الدمية المسماة «أنابيل».
5. «The Nightmare»
في بعض المقابلات التي أُجريت مع مخرج الفيلم، ذكر أنّ المشاركين في التجربة الحقيقية لمشروعه الذي يبحث في ظاهرة «شلل النوم»، قاموا بذكر كل شيء رأوه في أحلامهم، حيث يستعرض الفيلم، في إطار من الرعب والغموض، حالة 8 أشخاص مختلفين يرون أحلامًا مماثلة، ويظهر لهم ظل رجل غريب، يبحث الفيلم أيضًا عن أسباب التشابه بين أشكال الأشياء المخيفة التي تظهر في هذه الأحلام الغريبة.
6. «Veronica»
يتحدث الفيلم، الذي أصدر في 2017م، عن فتاة تجد نفسها محاصرة من قوى شريرة، بعد أن لعبت لعبة «ويجا» مع اثنتين من زميلاتها، القصة الحقيقية حدثت في عام 1991م، لفتاة إسبانية تُدعى «إستيفانيا غوتييريز»، أصيبت بنوبات صرع، وذكرت أنها ترى أشباحًا وأطيافًا بعد عدة أشهر من تجربة لعبة «ويجا»، وتوفيت إثر ذلك، المثير في الأمر أنّ أسرتها أبلغت بعد وفاتها بعام عن رؤية أطياف، كالتي كانت تراها ابنتهم، وأكدت الشرطة هذا الأمر، ولم تستطع تفسيره!
