ربما لا تقتصر جماليات شهر رمضان، على الاجتماعات والجلسات العائلية وما فيها من أجواء محبة وتقارب بين أفراد العائلة، وتقرب من الله عز وجل، بل تحملنا أجواء رمضان في معظم الدول العربية، للعودة إلى التراث واسترجاع حياة وتجارب من سبقنا من أجدادنا، وخاصة عندما تتلألأ الأسواق الشعبية والأثرية، في شهر رمضان، بالمنتجات والسلع التراثية والشعبية، والمصنوعات المحلية التي لها مكانة كبيرة في القلوب، وهنا لابد من ذكر واحد من أبرز هذه الأسواق في السعودية، وفي مدينة نجران حصراً، التي تشهد خلال شهر رمضان المبارك من كل عام، إقبالاً متزايداً من الأهالي وزوار المنطقة للتسوق والشراء، لتنوع السلع والمنتجات الأثرية والتراثية المصنعة محلياً ويدوياً في العديد من المحلات المنتشرة في السوق الواقع بمحيط القصر التاريخي بحي أبا السعود غربي مدينة نجران.
في هذا الحي تبرز في دكاكين وردهات تلك الأسواق، المصنوعات الحجرية، التي لا زال الأهالي يقبلون على شرائها بشكل مستمر، حتى في تأثيث المطابخ الجديدة في وقتنا الحاضر، وفي المناسبات والأعياد لأغراض الطبخ وتقديم وحفظ الطعام.
أبرز المصنوعات التراثية في أسواق السعودية
آنية "المدهن" الحجري
وهو الأكثر مبيعاً من بين الأواني القديمة في رمضان، فهو عبارة إناء مجوف ومحفور بدقة عالية جداً، بأحجام مختلفة يغطى بمشغولة "خوص" من النخيل، تُلفّ بالجلد الملون بألوان زاهية يغلب عليها اللون الأحمر والأبيض والأسود، ويأتي بأحجام مختلفة تبدأ بالحجم الأصغر الذي يستخدم في إعداد وجبة صغيرة، وحتى الحجم الأكبر الذي يمكن أن يقدم بداخله وجبة مكونة من خروف كامل.
ويحظى بهذه الأهمية والإقبال، لكونه الإناء الذي يتم فيه إعداد وجبة "الرقش" التي تمثل علامة فارقة للمائدة النجرانية على الإفطار في شهر رمضان.
المشغولات الخوصية والجلدية
وتحظى هذه المشغولات اليدوية بإقبال كبير من المشترين، وخصوصاً أدوات "المطارح" المصنوعة يدوياً من الخوص، والمُغلّفة بالجلد الملون بشكل زاهٍ وأنيق وتستخدم لوضع خبز البر والذرة ومدهن "الرقش" فيه أثناء تقديمه على مائدة الطعام.
المنتجات الجلدية المدبوغة
بالإضافة إلى الصناعات الخشبية والمنسوجات والحلي التي تشتهر بها المنطقة والمحافظات التابعة لها، لا تزال المنتجات الجلدية المصنعة من الجلود بعد دباغتها وتجهيزها، رائجة بين من يقبلون على شرائها إلى اليوم، ومن أبرزها "الميزب" وهو عبارة عن أداة لحمل الرضيع، و"المسبت" وهو حزام من الجلد يحيط بالخصر، و"القطف" وهو جراب صغير لحفظ القهوة، و"المشراب" وهو وعاء من الجلد لحفظ الماء.