كشفت فلكية جدة أن الكعبة المشرّفة، سوف تشهد اليوم الثلاثاء الموافق 23 رمضان الجاري، حدوث ظاهرة تعامد الشمس فوقها وقت الأذان لصلاة الظهر الساعة 12:18 بتوقيت مكة المكرمة، حيث سيختفي ظلها ويكون اتجاه القبلة نفس اتجاه الشمس.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة ماجد أبوزاهرة، أن زاوية ارتفاع الشمس عند حدوث الظاهرة ستكون مساوية لـ 89,93 درجة قوسية أي لا يفصلها عن التعامد التام "زاوية 90 درجة" سوى 0,07 من الدرجة، وهو التعامد الأول من اثنين هذا العام.
وأضاف أبوزاهرة، يمكن اختبار طريقة التعامد لتحديد اتجاه القبلة في أي بقعة في العالم، وذلك بوضع قطعة من الخشب منتصبة بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد، فإن الاتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة المشرفة.
وأوضح، أن أي مدينة يكون خط عرضها بين القيمتين ±23.5 تتعامد الشمس عليها مرتين كل عام حين يتوافق ميل الشمس مع خط عرض تلك المدينة ويمكن تحديد اتجاهها، ولأن المدينة الوحيدة التي يميزها تحديد اتجاهها هي قبلة المسلمين حيث يتجه لها مليار مسلم خمس مرات يومياً، وخط عرض مكة 21.5 يعني أنه عند تساوي ميل الشمس لـ21.5 تتعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة تماماً.
فيما حذّر الباحث الفلكي محمد رضا العصفور، من النظر وقت الظهيرة للشمس بالعين المجرّدة لحظة حدوث الظاهرة، وذلك لتجنّب أشعة الشمس العمودية الضارة، مضيفاً، لتجنب خطر النظر للشمس يمكن استخدام الظل، حيث يكون اتجاه الظل في الجهة المعاكسة تماماً للقبلة، وتعد هذه الطريقة أسهل وأدق طريقة لتصحيح اتجاه القبلة.
يذكر أن ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة تعد حدثاُ فلكياً شيقاً لهواة الفلك، وقد استخدمت هذه الظاهرة سابقاً من قِبل علماء المسلمين لتحديد اتجاه القبلة في الأمصار البعيدة، كما استخدمت حديثًا في تصحيح اتجاه القبلة في قارة أمريكا الشمالية وبعض المساجد والمصليات في مناطق كثيرة، وظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة تحدث مرتين سنوياً، وتحدث الأولى على الكعبة يوم 27 مايو من كل عام، وتحدث الثانية على الكعبة يوم 15 يوليو من كل عام.
