لم يستمر الأمر إلا 4 دقائق فقط، ولكنها كانت عبارة عن دقائق من الجحيم، وذلك بعد أن ثار مساء الجمعة 24 أيار/مايو 2019، بركان جبل «آغونغ» الشهير في أندونيسيا. وسبب حالة من الرعب الشديد للسكان القاطنين في محيط الجبل. والذين رغم اعتيادهم على نشاط حفرة النار تلك، إلا أنهم في كل لحظة يعيشونها يدعون الله مئات المرات حتى يحفظ لهم حياتهم وأحبتهم. وعلى جانب آخر، فقد تسبب بركان الـ«أربع دقائق» بشل حركة الطيران لعدة ساعات في مطار «بالي»، أحد أهم مطارات أندونيسيا.
ووفقاً لـ«سكاي نيوز»، فإنه وبعد أن قام بركان الأربع دقائق بشل حركة الطيران كل هذا الوقت، أعيدت حركة تشغيل الطائرات بشكل طبيعي نهار اليوم التالي من الكارثة، يوم السبت 25 أيار/مايو. وكان الإلغاء لجميع الرحلات الجوية من مطار «بالي»، بسبب انتشار الرماد بشكل كثيف فوق جنوب الجزيرة الإندونيسية.
الجحيم في 4 دقائق
وتابع «سكاي نيوز» نقله عن الوكالة الوطنية لمواجهة آثار الكوارث في البلاد، أن اندلاع بركان جبل «آغونغ» الشهير، كان قد استمر طوال 4 دقائق و30 ثانية، لكنه على الرغم من ذلك، كان قد نشر الحمم البركانية المشتعلة، والصخور الملتهبة القاتلة، لمسافة وصلت حتى 3 كيلومترات في محيط البركان الثائر. وأضافت الوكالة الوطنية الأندونيسية، أن ما يقارب الـ 9 قرى كانت قد شهدت سقوط الرماد الكثيف.
أضافت الوكالة، أن السلطات المعنية في البلاد لم تقم برفع مستوى التأهب لمواجهة البركان المتفجر، مشيرة إلى أن منطقة الإقصاء يصل نصف قطرها حتى الـ 4 كيلومترات حول الفوهة. وفي تصريح لـ«سوبوتو بورو نوغروهو»، المتحدث الرسمي باسم الوكالة الوطنية لمواجهة آثار الكوارث، أنه لم تكن هناك أي ضرورة قصوى، للقيام بعملية إجلاء للسُكّان في تلك المناطق.
من المستحيل تحليق الطائرات..
وتعليقاً على الحادثة، وعلى تعطيل حركة الطائرات في مطار «بالي»، أشار «إحسان الرحيم»، وهو المتحدث الرسمي باسم المطار، أنه تم إلغاء 9 رحلات جوية كانت من المفترض أن تنطلق بين مطار «بالي» وأستراليا. وأضاف أنه تم تأجيل 6 رحلات أخرى لشركتي «كانتاس» و«فيرجن» الأستراليتين. وذلك قبل أن يتم تسييرها عقب انتهاء الكارثة وعودة الصفاء إلى الأجواء الأندونيسية في اليوم التالي يوم السبت.
بركان آغونغ مستمر في الغضب
ويشتهر بركان «آغونغ» في جزيرة بالي الأندونيسية، بأنه من أكثر البراكين نشاطاً في العالم، وكان البركان قد ثار مُخلفاً دماراً كبيراً خلال العام 1963، قبل أن يعود بعد 54 عاماً ليثور مجدداً في العام 2017. وها هو على غير المتوقع يعاود غضبه في الأيام القليلة الماضية من هذا العام الجاري. ومن الجدير بالذكر، أن سكان جزيرة «بالي» يعتقدون وفقاً لـ«الأسطورة الهندوسية»، بأن كلاً من جبلي «آغونغ» و«ميرو» هما محور الكون.