يكشفون لـ «سيدتي» سرّ تفوقهم على باقي الأعمال السعودية ويؤكدون: الربح المادي آخر همنا يمتلك مسلسل "شباب البومب" جماهيرية كبيرة، ويكاد يتفوق على جميع الأعمال الدرامية السعودية، حتى إن تأثيره تجاوز حدود "المحلية" ليصل إلى مختلف أرجاء الوطن العربي.
وما يدل على ذلك نسبة المشاهدة العالية لحلقاته، إذ تجاوزت 33 مليون مشاهدة حتى الآن في منصة «يوتيوب»، إضافة إلى تحقيقه نسب مشاهدة كبيرة جداً على شاشة التلفزيون، كما أن المسلسل حطَّم الرقم القياسي لعدد المشاهدات في الموسم الواحد.
يتألف «شباب البومب» من قصص منفصلة، تعالج مسائل اجتماعية «سعودية» متنوعة مع التركيز على فئة الشباب عبر كلٍّ من «عامر»، الذي يجسِّد دوره فيصل العيسى، ورفاقه: مهند الجميلي «شكش»، وسلمان المقيطيب «كفتة»، وعبدالعزيز الفريحي «تركي»، ومؤخراً انضم إليهم محمد الدوسري «ياسر»، وعبدالعزيز جميل. ويخرج العمل، الذي وصل إلى موسمه الثامن، سمير عارف. «سيدتي» التقت عدداً من القائمين على «شباب البومب»، وسألتهم عن مقومات نجاح العمل، وأبرز الصعوبات التي واجهتهم.
استهداف الأسرة
بدايةً، تحدث عبدالله الوليدي، كاتب العمل، عن طريقة انتقاء الأفكار، والمواضيع المختارة في الموسم الثامن، كاشفاً أنهم يحرصون على اختيار أفكارٍ جديدة في الاجتماعات وورش الأعمال التي يعقدونها حول النصوص المقدَّمة، وذلك قبل وقت كافٍ من شهر رمضان المبارك. وأوضح أن «العمل في موسمه الثامن، يعرض قضايا متنوعة، ويركز على جوانب مختلفة، منها الجانب الرياضي عبر حلقةٍ عن المصارعة، وأخرى عن تقنية var، وثالثة عن البلوت، كما أن هناك حلقات عن مشاهير السوشيال ميديا، وأخرى من نوعية الأكشن، حرصاً منا على نيل رضا الشباب وأولياء أمورهم، إلى جانب اهتمامنا الكبير بتقديم ما يناسب الأسرة عامةً، لأننا نهدف في هذا العام إلى الانتشار عربياً، وزيادة عدد متابعي العمل. وفي ما يخص اختيار الممثلين، نقبل كل مَن يستطيع إضافة أمر جديد إلى «شباب البومب»، وأن تكون شخصيته مناسبة للدور المطلوب في النص».
أبرز الداعمين
الفنان عبدالعزيز الفريحي، أحد أبطال العمل، كشف من جهته عن الخطوات التي يمر بها العمل وأبرز داعميه، مشيراً إلى أن الجزء الثامن الذي حقق حتى الآن نجاحاً كبيراً، يحظى بدعم مادي من «روتانا خليجية»، ومعنوي من مسؤولي القناة. وأوضح أن «العمل لم يولد بين يومٍ وليلة، فقد عانينا كثيراً في الجزء الأول، بخاصة من ناحية كتابة النصوص، وحرصنا على استهداف الفئة العمرية من 14 عاماً إلى 25 عاماً، وتكمن الصعوبة في ذلك، أن هذه الفئة تشكِّل الغالبية في مجتمعنا، وتحتاج إلى معايير معينة في المحتوى. أما الأطفال، فمن الصعب جداً جعلهم يتعلقون بأمر ما، ومع ذلك قمنا باستهدافهم في الجزأين الثاني والثالث. وحرصنا كثيراً على جذب هذه الفئات من خلال معرفة ما يهتمون به، وما يثيرهم في المنتديات، ومواقع التواصل، وبناءً على ذلك حددنا طريقة تفكيرهم وأبرز اهتماماتهم، ولاحظنا أن الكوميديا تأخذ حيزاً كبيراً منها، كذلك فتحنا الباب أمام تقديم الاقتراحات، وأنشأنا ورشة عمل كتابية ضخمة، يبدأ عملها بعد انتهاء شهر رمضان بنحو أسبوعين، وتضم سبعة كتَّاب، ويستمر عملها نحو سبعة أشهر. وبتكاتف شبابنا، تزداد الحلقات إبداعاً كل عام، ونحافظ على مستوى العمل المعهود، ودائماً ما نطمح إلى عرض الأفضل. وبعد انتهاء ورشة الكتابة، نعمل على مدى شهرين تقريباً لاختيار الوجوه الجديدة عبر تجارب الأداء، إذ إنها مطلوبة، كما أنه من الواجب علينا تقديمها في كل موسم. أما الانتقادات، فقد اعتدنا عليها، لذا نكتفي بأخذ ما ينفعنا منها، ونترك الباقي. وفي الواقع، الأعمال الدرامية الرمضانية كافة لا تسلم من الانتقاد».
نجومية العمل
الممثل مهند الجميلي الذي يجسِّد شخصية «شكش»، أوضح أن نجومية «شباب البومب»، تعود إلى طاقم العمل كله، كاشفاً في هذا السياق، أنهم يعملون في جو أسري عائلي، وكل شخصٍ يؤدي دوره في العمل وكأنه عمله الخاص، كما أن ورشة اختيار النصوص من أهم أسباب نجاح المسلسل، فهذه الورشة تستمر مدة طويلة، وتخضع النصوص لتدقيق عالٍ، ما يزيد على جودة المحتوى، تضاف إلى ما سبق خبرة الفنان فيصل العيسى في استقطاب نجوم الفن و«السوشيال ميديا»، وتكوين خليط جميل، مع الاستفادة من الانتقادات الإيجابية البنَّاءة،
أما السلبية، أو الجارحة فلا تؤثر فينا أبداً، بل إنها تزيد عدد مشاهدات العمل بدفع جمهور جديد إلى التعرَّف على هذا المسلسل الذي أُثير حوله جدل كبير.
وبالنسبة إلى تعلُّق الأطفال بالعمل، رأى الجميلي أنهم يتعلَّقون بشخصيات معينة في «شباب البومب»، خصوصاً أن المسلسل يقدم مواضيع مناسبة لهم، وفي النهاية، العمل شبابي وبسيط، ويستهدف الفئة العمرية تحت 25 عاماً.
الاستمرار دليل النجاح
من ضيوف الشرف المشاركين في المسلسل «شباب البومب»، الفنان خالد الرفاعي الذي لم يشارك في أي عمل آخر هذا العام، نظراً إلى ظروفه الصحية. الفنان خال الرفاعي قال إن «نسبة المشاهدات العالية دليلٌ على أن العمل له جمهورٌ كبيرٌ، وأن الانتقادات التي تُوجَّه إليه لا تأثير لها، ومن الطبيعي أن يتلقَّى أي عمل درامي انتقادات إيجابية وسلبية، ويكفي «شباب البومب» فخراً أنه وصل إلى جزئه الثامن وسط المحافظة على جماهيريته العالية، وبلوغه مرات عدة قمة الترند السعودي في «تويتر» خلال تلك المواسم. وأشكر الفنان والمنتج فيصل العيسى على إسناده بطولة حلقةٍ إليّ لأطل من خلالها على جمهوري الذي يسأل عن غيابي منذ فترة طويلة. وقد لا يعلم الجميع أن ظروفي الصحية شكَّلت عائقاً أمام ظهوري خلال الفترة الماضية، كما أشكر زملائي في العمل لمراعاتهم ما أمرُّ به ولحرصهم على عدم إرهاقي، وسأترك طبيعة دوري في العمل مفاجأةً لجمهوري».
إنتاج محترف
الفنان سعد الطلاس أكد أنه لا يتردَّد في المشاركة بـ «شباب البومب» كل عام لإيمانه بنجاحه، نظراً إلى إنتاجه بطريقة محترفة، وقال: «منتج المسلسل يعمل بطريقة مميزة، ويصرف على «شباب البومب» بهدف إنجاح العمل وليس للحصول على ربح مادي كبير كما يفعل المنتجون الآخرون، إذ نراه يهتم بالجودة أكثر من اهتمامه بالربح، ويقف على العمل بنفسه حتى آخر مشهد، كذلك نجده يحد من صلاحيات مدير الإنتاج، ويمنعه من الانفراد بقراراته كي لا يستغل منصبه في المسلسل بتكوين شللية على حساب جودته، إذ يُستدعى أي ممثل إلى العمل بتوصية من المنتج مباشرةً، كما أن أجر الممثل في «شباب البومب» من أعلى الأجور بالمقارنةً مع المسلسلات الأخرى، هذا، إضافة إلى احترام المواعيد».
تحمّل الكثير
من وجهة نظر رجا العتيبي، ناقد ومخرج مسرحي وكاتب رأي، فإن مسلسل «شباب البومب» شبابي خفيف وظريف ولطيف، ولا يجب أن نُحمّله فوق طاقته، فهذه هي الرؤية التي ظهر بها للمشاهد واستطاع أن يحصد إعجاب الكثيرين بصورة منافسة، واستهدف فئة شبابية لا تستهدفها المسلسلات المحلية التي عادةً ما تكون إما للكبار أو للأطفال، ولكن «شباب البومب» حقق معادلة لم يحققها غيره، إذ استطاع أن يبني تواصلاً وجدانيّاً بينه وبين الفئة العمرية من 10 ــ 17 سنة تقريباً، بنجاح باهر، ويكاد هذا المسلسل يكون الوحيد الذي يوجه اهتمامه إلى هذه المرحلة العمرية، كما أنه استمر بنهج واحد وخط متصاعد يقوده بذكاء الفنان فيصل العيسى، على الرغم من الظروف الصعبة التي مرَّ بها، وعلى الرغم من كل النقد السلبي الذي واجهه من الإعلام وبعض المتابعين، ونُقدّر لفريق العمل إيمانه بعمله والدفاع عنه، وهذه ميزة تُحسب له، كما أنه يحقق للقناة إعلاناً ويجذب مشاهدين، وهذه ميزة أخرى مهمة تؤكد استمرار تعاقد القناة مع المسلسل لسنوات قادمة، ولا أظن أن قناة عرضه تبحث عن بديل له، فما زال مسلسل «شباب البومب» في عنفوانه وله جمهوره ومتابعوه ومعجبوه.
شعبية وإقليمية
وقال الناقد الفني والإعلامي الأكاديمي نايف البدر إنه «ومنذ البدايات الأولى للمسلسل، لاحظتُ فيه حماساً وطاقة شبابية، بغض النظر عن مختلف المواضيع والقضايا التي تطرَّق إليها، وما واجهه من صعوبات ونقد، وعدم توفر إمكانات كبيرة ودعم كافٍ، سواء في الإنتاج أو النصوص لاحتواء المواضيع بشكل يحمل حبكة درامية عالية في مختلف المجالات الفنية، بما يخدم المسلسل. كما أن الفنان فيصل العيسى استطاع التغلب على هذه المصاعب، وأتمنى منه شخصيًّا - بصفته من قاد هذا العمل الفني الشبابي الجميل الذي يتَّسم بكونه خفيفاً ويلامس بعض مواضيع الشباب- أن لا يأخذ النقد الذي يواجهه المسلسل بحساسية، ويتقبله بروح رياضية، لخدمة أعماله القادمة في المستقبل، خصوصاً أنه مُقبِل على تنفيذ فيلم سينمائي، إن صَدَقت هذه الروايات التي نتمنى أن تكون حقيقة. ومن وجهة نظري، لا يمكن حصر العمل على فئة معينة، ولكن يمكن وصفه بالعمل الشبابي الجيد، وأكثر من رائع، وأرى أنهم يبتعدون عن تكرار بعض الحلقات، بل يعتمدون على التجديد واختيار المواضيع اليومية التي تحدث في الشارع، وتلامس الشباب السعودي، وكذلك اختيار الكاتب الجيد لأن الكاتب الكبير فنيّاً وكذلك عمريّاً يعرف كيف يكتب عن وضع الشباب اليوم، ويعرف كيف يعبّر عن اهتماماتهم وقضاياهم، فلا بد من اختيار كاتب شاب، ولدينا في الوطن ـ ولله الحمد ـ أكثر من كاتب شاب طموح يبحث عن فرصة».
وتابع نايف البدر «لاقى المسلسل أصداءً شعبية جميلة جداً، بخاصة في السنوات القريبة، فقد تجاوز حدود الشعبية إلى الإقليمية، وأتمنى أن أرى لأبطاله في المواسم القادمة أعمالاً درامية، فالخروج من النمطية والتجديد والتحديث، هو أمر صحي، وأبطال المسلسل متميزون كلهم، خصوصاً من كانت لهم بصمة فنية، وفي مقدمتهم الفنان عبد العزيز الفريحي، فهو فنان له اسم فني كبير وصاحب ابتسامة وحِسٍّ كوميدي عالٍ جداً، والفنان فيصل العيسى نجم مميز ومبدع، والفنان سليمان المقيطيب، وبقية طاقم العمل المميز، وأتمنى منهم المزيد من الإبداع الفني».
ارتفاع نسبة المشاهدات
ولكشف سر تعلُّق الأطفال والمراهقين بالمسلسل، أشارت المستشارة الأسرية والتربوية والأخصائية النفسية فايزة عبد الله الجبلي إلى أن «مسلسل «شباب البومب» يحظى بمتابعة كبيرة من جانب فئة الأطفال والمراهقين بشكل مُبَالَغٍ فيه، وقد شاهدتُ كيف أن الطفل يقوم بإعادة الحلقة لأكثر من مرة، ويحفظ الشخصيات التي تؤدي أدوارَ هذا المسلسل، وهذا ناتج عمَّا يمثِّله المسلسل من ملامسته لبيئة الشارع بشكل مبالغ فيه، بتكلُّف وتصنُّع، وبعده عن العفوية والتلقائية. كما أن التهريج الذي يطغى على غالبية المَشَاهِدِ في المسلسل يجذب الأطفال والمراهقين، وهذا ما يفسِّر ارتفاعَ نسبة المشاهدات، مع اختلاف الآراء حول مستوى العمل كمحتوى، إذ يعود ذلك إلى أن الفئات العمرية الصغيرة تنجذب للأعمال التي تلامس بيئتهم بشكل ساخر، بغَضِّ النظر عن الرسالة المراد إيصالها من خلال هذه الأعمال الفنية. وأولُ ما يجب على الوالدين والأسرة بشكل عام فعله، هو متابعة ما يشاهد أولادهم، ثم مناقشتهم في ما تمَّ عرضُه، والتعرف على رأي الطفل في ما شاهده، والتعليق بشكل يُبْرِزُ الجوانبَ الإيجابية للمادة المعروضة، والتحذير من الجوانب السلبية بطريقة غير مباشرة».
المسلسل بالأرقام:
| تتراوح نسبة مشاهدة «شباب البومب» بين 12 مليوناً و34 مليوناً للحلقة الواحدة في «يوتيوب»، ويُعد المسلسل الأكثر بحثاً عنه في محرك غوغل، مقارنةً بجميع المسلسلات السعودية. (المصدر يوتيوب).
| نال المسلسل جائزة أفضل مسلسل كوميدي عام 2016 في مونديال القاهرة للإعلام والأعمال الفنية، الذي نُظِّم تحت رعاية جامعة الدول العربية.
| سجل الموسم السابق ملياراً و200 مليون مشاهدة. (المصدر تصريح فيصل العيسى في نفس المهرجان).
| يُتابع العمل من قِبل الأطفال بعمر 5 سنوات إلى كبار السن بعمر 60 عاماً، لكنَّ أعلى نسبة مشاهدة، هي للفئة العمرية من 10 أعوام إلى 20 عاماً.
| حتى 6 رمضان الجاري، كان محتوى الحلقة الثالثة «الزين» الأكثر شهرةً وتفاعلاً من قِبل الجمهور. (المصدر السوشيال ميديا).
فيديو اليوم:ضيوف سحور سيدتي يختارون مسلسلهم الرمضاني المفضّل