وفي غمرة البهجة التي تهيمن على القلوب والأشياء، يشحذ الجميع ذكرياتهم ويعودون إلى الوراء، أيام براءة الطفولة والعيديات واللُّعب والثياب الجديدة، وكيف تبدلت الحال فصاروا الآن يوزعون "العيادي"، بعدما كانوا يتلقونها... فما الفرق؟
"سيدتي" تحدثت مع كوكبة من الفنانين والإعلاميين، وسألتهم عن العيدية، وماذا كانت تمثله لهم في الأخذ والعطاء، وما الدلالة التي كانت تصل إليهم حين يتلقفونها من الأهل والأقارب؟ وكيف يشعرون وهم يعطونها الآن للصغار؟ وهل هناك طقوس بعينها يحرص عليها كل منهم في أيام العيد؟ وحتى تكتمل الفرحة هل يفكرون في الاعتذار لمن أخطأوا في حقه... وفي المقابل هل يصفحون عمن ظلمهم أو تجاوز ضدهم، ويرددون قائلين: "المسامح كريم"؟
في البداية، قالت الفنانة رهف: "أسامح من أعماق قلبي كل شخص أخطأ في حقي، وأنا لا أحمل غِلًّا على أحد»، موضحة أنها ولله الحمد لا تتذكر أنّ هناك أيّ شخص أخطأت في حقه، إذ تعودت لو حصل خطأ منها أن تعتذر في الوقت نفسه أو بعده بوقت قريب.
وحول استيقاظها مبكّرًا لمعايدة الناس، قالت رهف: "في السابق كنت أستيقظ مبكّرًا، ولكن بعد وفاة والديَّ (رحمهما الله)، أصبحت لا أشعر بطعم العيد والمعايدات، وغدت غالبية المشاركات الاجتماعية إلكترونية".
وعن ذكرياتها في صباح أول يوم العيد، قالت رهف: "إنّ الذكريات الجميلة التي عشتها من تجهيز ملابس العيد والاستعداد للزيارة لبيت جدي والد والدتي، هي أهم ما أتذكّره من هذه المناسبات
".
وحول العيادي التي أخذتها على مر السنين، أكدت رهف: "أخذت الكثير والكثير عبر السنوات، بحيث يصعب عليّ تقديرها، لكنّ أهل الوالدة كانوا يوزعون عيادي بمبالغ كبيرة آنذاك (20 دينارًا) كعيديّة وايد كشخة، بخاصة وأنني أكبر شقيقاتي، فخالاتي وأخوالي كانوا يغرقوننا بالعيادي (الهمجة)".
وعما إذا كانت تذهب لزيارة أشخاص مقابل العيدية، أكدت رهف أنها لم تمر بهذا الشعور، لذلك يصعب عليها تخيّله أو تفسيره.
بدورها، عبّرت الفنانة سلمى سالم عن فرحتها العارمة بهذه المناسبة السعيدة، قائلةً: "أقدّم اعتذاري لكل إنسان غلطتُ في حقّه، أو جرحته بكلمة في يوم من الأيام، سواء كان ذلك بقصد أو من دون قصد، وأقول آسفة لمن يستحق الأسف"، وأشارت سالم إلى أنها اعتادت الاستيقاظ مبكّرًا لأداء صلاة العيد، لكنها وفور انتهاء الصلاة تعود ثانيةً إلى النوم، قبل أن تصحو بعد ذلك وتتأهب للذهاب مع أسرتها لمعايدة الناس، أو الخروج للاستمتاع في الأماكن الترفيهية.
سالم، أكدت أنها لا تضنّ على أحد بتقديم "العيدية" له، لا سيّما وأنها تخصص ميزانية سخيّة في كل عيد، لكي ترسم البسمة على شفاه الأطفال، ولكي تدخل البهجة في نفوس الكبار، موضحة أنها وخلال طفولتها لم تكن تحصل على كثير من العيديات.
من جهته، استهل المذيع محمد الوسمي حديثه، قائلًا: "لكل من أخطأ بحقي أقول له: سامحتك. ولكل من حاول طعني في ظهري وهو لا يعلم أنني أعلم بكل محاولاته، أقول له سامحتك"، متابعًا: "أعتذر لكل إنسان أخطأ بحقي جورًا، وعمدتُ أن أعامله بجفاء وصدّ، عكس الأيام السابقة، فأنا أعتذر منه وأقول له سامحني، فلا يجبرك على المـرُّ غير الأمـر منه".
يتقدمهم محمد عبده.. موسم جدة على موعد مع هؤلاء النجوم في الحفلات الغنائية التالية
الوسمي كشف عن أنه اعتاد معايدة والديه في صباح يوم العيد، ومن ثم استقبال الأحبة والأصدقاء في بيته، بعدها تبدأ زياراته للمقربين والمحيطين به لتبادل التهاني بهذه المناسبة العزيزة، لافتًا إلى أنّ أول ما يخطر في باله هذا اليوم السعيد، هو التزيّن والتأهب لصلاة العيد، من خلال ارتداء الزيّ الوطني "الدشداشة والغترة والعقال"، ومفصحًا عن حصوله على الكثير من العيادي، لكنه لا يستطيع أن يحصيها لأنها - على حد قوله - تفوق الألوف من الدنانير، مكملًا: "عندما كنت صغيرًا، فإنّ كل من يقدّم لي العيدية كنت أحبه، ومن لا يقدمها فهو ليس حبيبي وليس له مكانة عندي، بل إنني في بعض الأحيان لا أزوره نهائيًّا، إلا إذا أجبرني الوالد (حفظه الله) على الذهاب إليه».
في السياق ذاته، شدد الكاتب التلفزيوني محمد النشمي، على أنه لن يعتذر لأحد على الإطلاق، مُردفًا: "أخطأت في حق نفسي بالتجاوز عن الكثير من المسيئين لها، لذا فإنني أعتذر لذاتي وأعدُها بالتغيير".
النشمي تطرق في سياق حديثه إلى أنه تعوَّد الاستيقاظ باكرًا لأداء صلاة العيد، ليبدأ من بعدها المعايدات على الأهل والأصدقاء، مشيرًا إلى أنّ "ريوق العيد" هو أول شيء يخطر في باله، وغالبًا ما يكون "بيض وحليب ودرابيل وبلاليط". وأضاف: "كانت العيدية شيء مهمّ في طفولتي، لكنها لم تكن كل شيء، فالتواصل مع الناس وصِلةُ الرحم بالأعياد أكثر ما يسعدني".
العاصوف.. الحلقة الأخيرة تستذكر إنجازات الوطن.. ومفاجآت غير متوقعة
في غضون ذلك قالت الفنانة ولاء الصراف: "أنا شخصية متسامحة مع الجميع وإيجابية التفكير، إذ لا أحمل ذكريات أو مواقف سيئة في داخلي لأيّ شخص كان، لذلك أسامح الجميع دائمًا وألتمس لهم العذر". وأضافت: "لم أتعود الاستيقاظ من النوم في وقت مبكّر خلال العيد، بحكم عملي في الاستديو خلال فترة المساء، لكننّي أحرص على معايدة أهلي وجميع أصدقائي وزملائي، وأشكر الله على وجود كل شيء جميل في حياتي".
أما الفنانة والإعلامية فاطمة الطباخ، فقالت: "أنا لا أنتظر حلول الأعياد حتى أكون متصالحة مع نفسي ومتسامحة مع الناس، بل إنني أسعى دائمًا إلى تحسين علاقاتي مع الجميع»، مشيرةً إلى أنها في اليوم الأول من العيد، تحرص على زيارة قبر والدها، قبل أن تقدّم التهاني إلى والدتها، إلى جانب تهنئتها لأشقائها الذكور والإناث، حيث يلتئم شمل الجميع في بيت الوالدة، لتناول غداء العيد.
مسلسل دفعة القاهرة .. تفاصيل الحلقة الأخيرة
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستقرام سيدتي