خروف العيد هو بطل عيد الأضحى؛ لأنَّ الله تعالى سنَّ فيه الأضحية، وجعلها من شعائر هذا العيد المبارك، وكذلك من شعائر الحج. والأضحية كما هو معلوم هي اسم يطلق على كلِّ ما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم النحر من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من ذي الحجة؛ تقرُّباً إلى الله تعالى، وتعود قصَّة الأضحية عندما أمر الله تعالى أبا الأنبياء إبراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل، فاستجاب لأمر الله ولم يتردد، فأنزل الله فداء له من السماء، وبقيت هذه السنة العظيمة ليوم الدين لتذكِّرنا بأهميَّة الامتثال لأوامر الله تعالى، وكذلك لتكون مجالاً للتَّواصل والتكافل الاجتماعيّ الذي يتحقق من خلال توزيع لحوم هذا الأضاحي على الأقارب والجيران والفقراء والمساكين.
«سيِّدتي نت» في هذا التقرير الطَّريف، يطلعكنَّ على أبرز المواقف والمفارقات التي تمَّت يوم العيد مع خروف العيد المسكين.
بدايةً يخبرنا الفنَّان التشكيليّ سفر زيد عن أحد مقالب الأضحية: «من المواقف التي ﻻ تنسى بالنِّسبة لي في سوق الغنم بمدينة الطائف، حدثت أمامي مشادَّة كلامية بين شخصين كانا يريدان شراء خروف، وكلّ واحد منهما مصرٌّ على أنَّه الأحق بهذا الخروف، وبدأت المزايدة في السعر بينهما حتى وصل سعر الخروف أكبر مما توقَّع صاحبه، فاحتار بينهما، وبدأت الكلمات السيئة بينهما، والصوت يرتفع، وفجأة انطلق الخروف بسرعة كبيرة متجهاً نحو الشَّخصين المتخاصمين، و«نطح» أحدهما نطحة قوية أسقطته أرضاً، وتغيَّر الحال من خصام ومشادة إلى ضحك بشكل هيستيري، وترك الناس ذلك الخروف؛ خوفاً منه».
ويقول فيصل مليباري (موظَّف بنك) عن أحد المواقف المضحكة المبكية مع خروف العيد: «أتذكَّر أنَّ عمي اشترى خروفاً ليكون أضحية العيد، وكان الخروف في بيت جدي في حارة الشام، وكان باب البيت مفتوحاً، وهرب الخروف من البيت، وكلنا ركضنا خلفه، لكننا لم نستطع أن نمسك به، وفي النهاية صُدم الخروف بسيارة، وفي ذلك الوقت، لم نر لحماً ولا غيره».
ويقول أحمد صبري (محامٍ) عن أحد المواقف العجيبة مع خروف العيد: «في كل عام يستعد الوالد لعيد الأضحى، ومن عادته أنَّه لا يرضى بأن يذبح الأضحية غيره رغم تقدُّمه في السِّن، إلا في العام الماضي، طلب منَّا الذَّبح بدلاً منه؛ حتى نتدرَّب كما يقول، وفعلاً عند قدوم وقت الذبح، استعددنا أنا وأخي، وقمنا بإخراج الخروف من الشَّبك، وسحبه بصعوبة بالغة إلى مكان الذبح في مقدمة المنزل، المهم كانت هذه تجربة مخيفة بالنسبة لنا، والوالد لم يحضر عمليَّة الذبح في البداية فقط.
حيث قمنا بربط الخروف من رجليه ويديه ورقبته، إلا أنَّ أخي فكَّر قليلاً، وأمرني بنزع رباط الرقبة، وإلا كيف سيذبحه، وربطنا رجليه ويديه بحبل غليظ، وربطنا نهاية الحبل في سيارة أخي الثَّالث، والتي كانت قريبة من مكان الذبح في مقدمة المنزل، ووسط تلك الطُّقوس المرعبة، نسينا أمر الحبال، وكثر صراخ أخي بالاستعجال بالذَّبح، وفعلاً أعطيته السكين، والخروف المسكين ملقى على الأرض كأنَّه ميت، وكأنَّ لسان حاله يقول: «انتهوا يا شباب مذبوح مذبوح، ودمي في كل الأحوال مسفوح»، فقرب أخي السكين وهو يسمي «بسم الله الرحمن الرحيم»، وكان يتصبب عرقاً، وقبل إنزال السكين، لم نر إلا والخروف يسحب على بطنه بسرعة ناحية الباب، وكان أخي الثَّالث قد أدار محرِّك السيَّارة دون أن ننتبه؛ لأنَّه على موعد للخروج لقضاء بعض الحاجيات، والحبل مربوط بها، وانتهى الموقف بنزول الوالد، وتأنيب شديد اللهجة وقع على رأس أخي».
قصص ومواقف لا تُنسى مع خروف العيد
- أخبار
- سيدتي - شيماء إبراهيم
- 10 أكتوبر 2013