إضافة جديدة إلى المكتبة الأدبية ضمنَ كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ، أضافها مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بإصداره ترجمة لمجموعة الشاعر والناثر الفرنسيّ جول لافورغ «أماثيل أسطوريّة». ترجمها عن الفرنسية الكاتب والمترجم المغربيّ محمّد بنعبود، وراجع الترجمة ونقّحها ومهدّ لها بإضاءات نقديّة الشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في باريس كاظم جهاد.
في مجموعته القصصية هذه، جمع جول لافورغ المساهم بشكل كبير في التيار الرمزي، أساطير قديمة وحديثة، وأخضع للتّفكيك روائع أدبيّة شهيرة، ومنها أعمال مخصوصة مثل «هاملت» لشكسبير، أو شخصيّات دينيّة وأسطوريّة مثل سالومي، أو موضوعات عُنيَ بها موروث أدبيّ عريض مثل معجزة الورد.
تناقضات العشق والواقع
قد تمحورت جميع القصص حول ثنائيّ ثابت، امرأة ورجل، وتفحّصت من جميع الزّوايا الممكنة تناقضات العشق والواقع، الشّغف والحياة اليوميّة، الرّغبة في الذّوبان في الآخَر والمسافة التي تفرضها التّجربة العينيّة. وفي هذه الأعمال لا تتجاور هنا مختلف أجناس الكتابة فحسب، بل يقف الرّسم والموسيقى وسواهما بين مصادر الإلهام الأدبيّ للكاتب، دون أن ننسى الموروثين الدينيّ والميثولوجيّ، مع نظرة صاحية ملقاة على التاريخ القديم وتاريخ الحاضر.
موهبة فذة ونبوغ أدبي
يذكر أن الكاتب بدأ كتابة مجموعته القصصية هذه عندما كان في سن الخامسة والعشرين، لكنها صدرت بعد رحيله بما يقرب من ثلاثة أشهر، إذ توفّي عن مرض السّلّ، ليكون رحيله المبكر خسارة هذه الموهبة الفذة والنبوغ الأدبي خسارة كبيرة يخسرها الأدب.
وفيما يخص المترجم، فهو محمّد بنعبود، من إقليم تطوان بالمغرب، حاصل على الإجازة في اللّغة العربية من كلّية آداب فاس، وعلى دبلوم كلّية علوم التّربية بالرّباط. له روايات ومجموعات قصصية عدة، وسيناريوهات أفلام تلفزيونيّة.