أيام قليلة وينطلق موسم الامتحانات في دولة الإمارات، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم، جداول امتحانات طلبة المدارس الحكومية والمدارس الخاصة التي تدرس المنهاج الوزاري، من الصف الأول وحتى الصف الـ 12، والذي من المقرر انطلاقها في 19 من الشهر الجاري، وتنتهي في 30 من الشهر نفسه.
وخلال هذه الفترة تسعى الأسرة لتهيئة مناخ مناسب للأبناء، وتعلن حالة الطوارئ في كل بيت استعداداً لخوض غمار الامتحانات.
" سيدتي " ستصحبكم في جولة توعوية قصيرة طوال تلك الفترة للاستعداد بالشكل الأمثل لاختبارات نهاية العام، نبدأها بالاستعداد النفسي للطلاب والأسرة، فالاستعداد للامتحان يختلف من شخص لأخر وهو أمرٌ يعتمد على الطالب أوَّلاً وأخيراً، ودور الأسرة يقتصر على إبعاد كل مسببات التوتُّرَ والقلقَ.
أدرس أفضل تحت الضغط
ريم هزيم طالبة إماراتية في مدرسة المواكب في الصف الـ 12، شاركتنا طقوسها واستعداداتها للامتحانات، ووضحت أن المذاكرة الحقيقية لا تبدأ إلا قبيل الامتحان بأسابيع، حيث تقوم بالانعزال خلال تلك الفترة وتعكف على الدراسة طوال الليل والنهار، قائلة: ليس الأمر أني أهمل الدراسة طوال العام، ولكني أكون في قمة تركيزي وأنا تحت الضغط، وأسرت لنا أنها أحياناً تذاكر على أغاني مطربتها المفضلة أنغام.
لا أستطيع الدراسة في النهار
أما مهرا الصايغ وهي طالبة بالصف الـ 11، تقول إن التوتر والقلق يسود الأجواء في هذه الفترة، وترى أن من المهم تنظيم الوقت والجهد لإنجاز المراجعة حسب المادة وتقسيم المواد الصعبة إلى مراحل.
وأضافت أن تحديد وقت المذاكرة هي مسألة تختلف من شخص لأخر ووصفتها بالهامة لأنها تساهم في التحصيل بشكل أفضل، قائلة: أفضل فترات مذاكرتي تكون بعد العشاء وقبل الفجر، لقد اعتدت على هذا ولا أستطيع المذاكرة وسط النهار.
زيادة القلق حالة مرضية وعدمه لامبالاة
الدكتورة هبة شركس استشارية نفسية وخبيرة أسرية أكدت أنه من الضروري أن يقلل الطلاب والأسر من حدة توترهم قبيل الامتحانات، لأن هذا ينعكس بالسلب على أدائهم، قائلة: على الجميع أن يدرك أن التوتر والقلق أمر طبيعي وصحي إن لم يكن ذلك مبالغ فيه، بل قد يكون دافعاً مهماً للاجتهاد والمراجعة، إذا كان بدرجة معقولة، أما إذا زاد عن حده فيصبح بذلك حالة مرضية.
ولفتت إلى ضرورة تنظيم الوقت خلال المذاكرة عن طريق عمل جدول يومي لتحديد المواد التي سيتم تحصيلها، مع قياس ما تم تحصيله كل ساعة خلال المذاكرة، قائلة: هناك طلاب مدى تحصيلهم قد يصل إلى أربع صفحات في الساعة والبعض يكون أقل من ذلك، لذا من المهم مراعاة هذه النقطة عند عمل الجدول الخاص بالمذاكرة، مع إضافة وقت استراحة كافي ليكون كل ساعتين أو ثلاثة.
كما أشارت أنه من الضروري أيضاً ألا تتعامل الأسرة مع فترة الامتحانات بهدوء زائد عن الحد، حتى لا يترك هذا انطباعاً للطالب بعدم المبالاة، مؤكدة أن الاعتدال في القلق والهدوء مهم.
سيكولوجية التسويف
وعن لجوء بعض الطلاب إلى ضغط كل المواد ومذاكرتها قبيل أسابيع من الامتحانات، أوضحت أن هذا الأمر يمثل ثقة زائدة عن الحد في النفس، وأن هذه الطريقة ربما تكون مقبولة بشكل ما في المراحل العمرية الصغيرة، لكن سيكون من الصعب تطبيقها على المدى البعيد نظراً لتوسع وتشعب المناهج في كل مرحلة دراسية، وأكدت : أن عادة تأجيل الأشياء بشكل مستمر راجعة إلى عدم رغبة الشخص في عملها، وهو ما ينطبق على العديد من الطلاب في تأجيلهم المستمر للمذاكرة حتى الأسابيع الأخيرة قبيل الامتحانات، وقد تستمر هذه العادة معهم حتى في حياتهم العملية وهو ما يعرضهم لمشاكل كثيرة.