تنتاب الملايين من الأطفال نوبات من الغضب بالرغم من طبيعتهم اللطيفة التي يتّسمون بها، فهي ببساطة طريقتهم العنيفة والانفعالية في التعبير عن إحساسهم بالكبت أو الغضب، وعادة ما تبدأ في الظهور بعد العام الأول وحتى العام الرابع أو الخامس من عمر الطفل، وقد تحدث مرة أو مرتين أسبوعياً، خاصة في الأطفال الأكثر حيوية ونشاطاً. الدكتورة «ملك أبو راية» أستاذة طب نفس الطفل، تحدثك عن أسباب الغضب لدى الأطفال وسبل علاجه.
أسباب غضب طفلك
الإرادة
الأطفال النشطاء يستطيعون تحديد ما يريدون ويميلون إلى فعل الكثير من الأشياء على غرار ما يفعله غيرهم، وبإرادتهم يتدبرون الأمور عندما يعوقهم شيء ما أو شخص ما.
الانفعال
نوبات الغضب ما هي إلا تعبير انفعالي ذاتي لدى الطفل إزاء شعوره المتكرر بالفشل أو العجز، وما ينم عن ذلك من مشاعر الإحباط وخيبة الأمل إلى الحد الذي يجعل الطفل شديد التوتر.
أسلوب التربية
تختلف المعايير السلوكية خلال نوبات الغضب من طفل لآخر، ولكل تصرفاته تبعاً لأسلوب تربيته، منهم من يفقد تحكمه في تصرفاته وانفعالاته، وكأنه يعاني من شحنات انفعالية لا إرادية قد تؤدي إلى أن يقذف أو يدمر أي شيء متحرك أو أي أثاث يعترضه.
الكآبة والضياع
الطفل يوجه غضبه إلى الأشياء من حوله بدلاً من إيذاء نفسه بالارتماء على الأرض أو خبط رأسه أو جسمه بالحوائط أو بحواجز السرير. تذكري أن الطفل الذي لا يملك أن يخرج غضبه وانفعالاته بوضوح ينتابه شعور مروع بالكآبة والضياع وإحساس بالرعب والقلق.
أساليب العلاج
المرونة والذكاء
على الأم أن تتحلى بالمرونة والذكاء إزاء نوبات الغضب التي تصيب طفلها، فتعامله بحرص عندما تحاول منعه من فعل شيء يحبه أو تحاول تعليمه ما لا يميل إليه، وفي المقام الأول أن تمنعه من إيذاء نفسه أو توجيه غضبه إلى الأشياء والأثاث.
المدح
امدحي سلوكيات طفلك الطيبة، واجعليه يلاحظ متى يتصرف بشكل جيد، وإذا طلب منك المساعدة، هنئيه وعبري له عن سعادتك لطلبه بدلاً من أن يغضب، مما يساهم في تحسين صورته عن نفسه وتعلم كيف يواجه إحساسه بالغضب بطريقة هادئة.
الحنان
اغمري طفلك بالحنان واحتضنيه إذا شاهدته يلقي بنفسه على الأرض ويخبط رأسه ويديه لتحولي دون إيذائه لنفسه.
الحزم
لا تتركي طفلك يلعب وحده على الدوام، أحياناً كثيرة يزيد الطفل من تصرفاته السيئة لإبقائك بالقرب منه أثناء اللعب، وحاولي الابتعاد عن أسلوب الحزم المبالغ فيه والسيطرة الكاملة على الطفل والرغبة في الطاعة العمياء.
العناد
حاولي الإقلال -ما أمكن- من التدخل في أعمال الأطفال وحركاتهم، حتى لا يشعروا بكابوس الكبار ويثوروا غضباً، ويلجأوا إلى العناد أو استعمال أسلوب الآباء نفسه مع إخوتهم.
العبث
على الآباء الإقلاع عن غضبهم وثورتهم لأتفه الأسباب أمام الأبناء، وأن يضبطوا أنفسهم حتى لا يقلدهم الأطفال، ولا يجوز العبث بممتلكاتهم أو أن تسمحي لأي طفل غريب بذلك، ولا تحرميه منها لمجرد غضبك منه لسبب ما.
العطاء
شجعي طفلك على اللعب مع أقرانه ليتعلم فكرة الأخذ والعطاء، وحتى يستنفد طاقة جسمه الزائدة. اتركيه يحل مشاكله بنفسه مع إخوته، والتدخل يكون للتوجيه والنصح دون تحيز لأحد منهم.