أثبتت المملكة تقدمها وتفوقها في مجالات علمية عدة، وباتت تنافس الدول الكبرى وتشاركها في تحقيق إنجاز أو تقدم علمي تتناقله وسائل الإعلام العربية والعالمية.
ومؤخرًا أثمر التعاون الصيني السعودي في مجال الفضاء عن تحقيق إنجازات علمية هامة؛ حيث التقطت كاميرا بصرية تم تطويرها في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وإطلاقها على قمر صناعي صيني من التقاط عدة صور، منها صورة للكرة الأرضية من الفضاء.
بدوره تحدث رئيس الجمعية الفلكية في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة عن هذا الإنجاز قائلًا:" تم إطلاق القمر الصناعي المسمى Queqiao في 21 مايو من العام الماضي، ودخل في مدار بنقطة "لانجرانج الثانية (L2)" بين الأرض والقمر على بعد نحو 65 ألف كيلومتر من القمر بعد رحلة استغرقت أكثر من 20 يومًا. ومنذ 14 يونيو 2018 كشفت كل من الصين والسعودية عن ثلاث صور من مدار القمر تم الحصول عليها من خلال التعاون في مهمة لقمر صناعي من أجل المسبار القمري "تشانج آي 4".
كما أشار أبو زاهرة إلى أنه تم استخدام كاميرا بصرية طورتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على قمر صناعي صغير، أطلق عليه اسم Longjiang-2 تم إطلاقه مع القمر الصناعي Queqiao.
مضيفًا:" القمر الصناعي الصغير Longjiang-2 يدور حول القمر، وأرسلت الكاميرا التي بدأت عملها في 28 مايو 2018 ملاحظات عن القمر والتقطت سلسلة من الصور والبيانات القمرية الواضحة، ومنها صور لجزء من القمر مع الكرة الأرضية، وصورة أخرى لجزء من سطح القمر، وهو ما يعد إنجازًا هامًّا للتعاون بين الصين والسعودية".
يشار إلى أنه وطبقًا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الصين والسعودية في 16 مارس 2017 سوف تتبادل الدولتان البيانات العلمية في هذا التعاون.
تجدر الإشارة إلى أنّ مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تقوم بإجراء البحوث العلمية التطبيقية لخدمة التنمية وتقديم المشورة العلمية على المستوى الوطني، وتضطلع بدور رئيسي في رؤية المملكة العربية السعودية 2030 من خلال برنامج التحول الوطني، ووضع الاستراتيجيات اللازمة في مجالات البحث، ودعم برامج ومشروعات البحوث العلمية للأغراض التطبيقية، والعمل على تطوير آليات لتحويل مخرجات البحث العلمي والتطوير التقني إلى منتجات صناعية، إضافة إلى تقديم الخدمات العلمية المتخصصة في مجالات المعلومات والنشر العلمي وتسجيل براءات الاختراع. كما تسعى المدينة إلى التنسيق مع الأجهزة الحكومية، والمؤسسات العلمية، ومراكز البحوث في المملكة في مجالات البحوث العلمية التطبيقية، وتبادل المعلومات والخبرات، وكذلك عقد الشراكات من خلال التعاون العلمي والتقني بين المملكة والمؤسسات العلمية الدولية.