هي سنة الحياة، أن نتزوج وننجب أطفالاً. وكوننا أكثر الكائنات الحيّة عاطفة، فمشاعرنا تجاه الإنجاب أعمق وأشد العواطف البشرية على الإطلاق. ومن الممكن أن نفعل أي شيء، حتى يكون لنا أطفال صغار يعيشون في أكنافنا. ومن هذه الأشياء، اللجوء إلى عمليات التخصيب الاصطناعي، ولكن بحسب دراسة بريطانية جديدة، فإن طفلاً واحداً يموت من بين 9 أطفال أنابيب بالمملكة المتحدة. فما هي أسباب هذه الوفيات العديدة؟
نقلاً عن الـ«ديلي ميل» البريطانية، فإن طفلاً واحداً من بين كل 9 أطفال أنابيب يولدون في عيادات التخصيب الاصطناعي الأجنبية خارج البلاد، يموت بعد فترة قصيرة من الولادة، وذلك وفقاً لتقرير صادم للغاية أصدره الأطباء العاملون في «خدمات الصحة الوطنية» البريطانية تم نشره خلال الفترات الماضية.
وأشارت الدراسة الجديدة، أن مئات الأزواج البريطانيين يسافرون خارج البلاد سنوياً للقيام بعمليات التلقيح الاصطناعي بعيادات في دول مثل قبرص، إسبانيا، الهند، نيجريا، روسيا وبلغاريا ويفضلون عدم إجرائها في المملكة المتحدة بسبب الأسعار المنخفضة التي يدفعونها لقاء هذه العملية في هذا البلد، إلى جانب قوانين تلك البلدان التي تسمح للنساء الأكبر عمراً بإجرائها، حيث تتحمل هذه العيادات الأجنبية مخاطر عديدة على عكس القوانين البريطانية.
نسبة الوفيات المرتفعة بين أطفال الأنابيب
وأكدت الدراسة، أن طفلاً واحداً يموت من بين 9 أطفال أنابيب يتم تخصيبهم اصطناعياً في عيادات أجنبية، أي ما نسبته 11 في المائة من حالات الولادة هذه، حيث يموت الأطفال بعد أشهر قليلة فقط من إنجابهم. وذلك مقارنة بالأطفال الذين يتم الحمل بهم في عيادات التلقيح الاصطناعي البريطانية، حيث لم يتم تسجيل أي حالة وفاة واحدة منهم بعد الولادة
بيانات أطفال الأنابيت
الدراسة التي اعتمدت على بيانات الأطفال الذين تتم معالجتهم في مركز «طب الجنين» في مستشفى «كوين شارلوت وتشيلسا» للولادة غرب لندن، أكدت أنه رغم أن عملية التلقيح الاصطناعي في العيادات الأجنبية، قد تكون بأسعار منخفضة كثيراً بالنسبة إلى العيادات البريطانية، إلا أن تكلفة الرعاية بهم تصل إلى ما يقارب الـ21 ألف جنيه إسترليني، أي قرابة الضعفين ونصف الضعف من العيادات المحلية.
وأوضحت الدراسة، أن عيادات التلقيح الاصطناعي البريطانية، لديها قوانين صارمة لعمليات «أطفال الأنابيب» فيما يخص عدد الأجنة المزروعة في المرة الواحدة، بعكس الأجنبية التي لا يوجد قوانين تنظم هذه المسألة والتي في الوقت نفسه تستغل الأمر بأن تعرض خدماتها بأسعار مخفضة، الأمر الذي يزيد من مستوى المخاطرة على صحة الأمهات والأجنة على حد سواء.
وتابعت الـ«ديلي ميل»، أنه بالفترة ما بين العامين 2012 و2016 تم علاج 22 امرأة حامل بأطفال الأنابيب في مستشفى الملكة «شارلوت» للولادة في لندن، جميعهن كنّ أجرين العملية في العيادات الأجنبية في الدول المذكورة، ومن بين الأطفال الـ45 الذين ولدوا خلال هذه الفترة، توفي 5 أطفال منهم، أي بمعدل طفل واحد يموت من بين 9 أطفال، ولكن في المقابل، فإنه من بين 38 امرأة حامل بالعملية نفسها التي أجريت بالعيادات المحلية في البلاد، وُلد 65 طفلاً عاشوا جميهم بشكل طبيعي دون أي مشاكل أو حالات وفاة.
عمر المرأة المناسب لأطفال الأنابيب
الأطباء الذين أشرفوا على الدراسة، أشاروا إلى أن النساء اللواتي أجرين العملية في العيادات الخارجية، نصفهن تجاوزت أعمارهن الـ40 عاماً، ومن بينهن نساء بالعقد الخامس من العمر، كن قد ولدن قبل موعد الولادة المقرر بـ3 أسابيع على أقل تقدير. وأوضحوا بأنهن فعلن ذلك خارج البلاد، جراء عدم تطابق أعمارهن مع الأعمار المقررة للتلقيح الاصطناعي في المملكة المتحدة والتي تقتصر على من هن أقل من 43 عاماً.