يومياً يقوم ضُباط الجمارك الحدودية بمختلف دول العالم، بإحباط عشرات محاولات التهريب لأشياء مختلفة خارج أو إلى داخل البلاد. لكن محاولة التهريب التي أعلنت السلطات التونسية عن إحباطها يوم السبت الماضي 15 يونيو، تعد فريدة من نوعها وخطيرة أيضاً، لأنها تخص واحداً من أكثر الحيوانات ندرة وجمالاً في العالم. حيث أعلنت السلطات المختصة في البلاد، عن إحباطها تهريب «4 أشبال نمور بيضاء» نادرة، كانت متجهة صوب الجارة الشقيقة ليبيا، عبر معبر حدودي جنوب البلاد.
ووفقاً لما نشره موقع «سكاي نيوز»، فإن الجمارك التونسية، كانت قد أوضحت في بيان رسمي صادر عنها، بأن عناصرها تمكنوا من إحباط عملية تهريب لـ4 أشبال من فصيلة النمور البيضاء النادرة، كانت متجهة صوب ليبيا عبر المعبر الحدودي في منطقة «رأس جدير» نهار السبت.
وأشارت السلطات التونسية، بأن الأشبال الـ 4 كانت مخفية في سيارة رجل ليبي الجنسية.
وأضافت الجمارك في بيانها، أنه وخلال التحقيق مع المواطن الليبي، أكد الأخير بأنه كان قد اشترى الأشبال النادرة من حديقة حيوانات في منطقة «النفيضة»، التابعة لمحافظة «سوس» شرق تونس. وأوضح البيان أيضاً، أن المُهرب لم يقدم أي تفاصيل أو معلومات أخرى عن كيفية إتمام عملية البيع. وأنه لا يمتلك ترخيصاً لاقتناء هذه الحيوانات أو نقلها. وعلى الفور، تم حجز الأشبال الـ 4 وإرسالها إلى إدارة الغابات في محافظة «مدنين» الواقعة جنوب البلاد، وفتح تحقيق قضائي مع المواطن الليبي الذي بقي طليقاً.
بضعة مئات فقط من «النمور البيضاء»
ومن الجدير بالذكر، أن فصيلة النمور البيضاء، التي حظيت بلونها الأبيض الذي يميزها عن النمور البرتقالية المخططة الطبيعية، جراء وجود جينة متنحية. تعتبر من الحيوانات النادرة للغاية، حيث لم يتبقَ من هذا النوع سوى بضعة مئات قليلة فقط حول العالم. وبحسب إحصائية سابقة كان قد نشرها «الصندوق العالمي للطبيعة»، فقد تراجع عدد النمور البرية من 100 ألف نمر خلال العام 1990، إلى قرابة الـ 3900 نمراً فقط في الوقت الحالي. حيث تم إدراج «النمور البيضاء» ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض حول العالم.