بالإضافة إلى عراقتها وخصوصية الكنوز التي تحتضنها، مازالت أقدم وأجمل المكتبات في العالم، تضرب مواعيد يومية للقراء للاستلهام من علومها ومعارفها، المعروضة في كتب نادرة وأخرى جديدة على رفوفها، ولا تقتصر المتعة على القراءة فقط؛ بل تمنح فرصاً للإبحار عبر حضارات مضت وتركت أثراً طيباً وحياً، ومن بين هذه المكتبات نسلط الضوء على 8 مكتبات، تعد من أجمل وأقدم المكتبات في العالم، يمكن زيارتها والتعرف على خصوصيتها، وما تحمله بين طيات رفوفها.
أقدم وأجمل المكتبات في العالم
مكتبة الإسكندرية
تصنف ضمن واحدة من أجمل وأعرق المكتبات، وعلى الرغم من أنه قد طالها لهيب ألسنة النيران التي حولت الكنوز المعرفية إلى رماد، لكن مكتبة الإسكندرية التحفة النادرة، تمكنت من تجاوز ذلك الظرف العصيب، وبقيت صامدة تستقبل المولعين بالصفحات الملثمة بالحبر؛ لتفتح مكتبة الإسكندرية التي تزخر حالياً بنحو5 ملايين كتاب، أبوابها لمحبيها، وتستقبل بمتاحفها الأربعة زوارها عام 2002، بعد أن تعرضت في الماضي إلى حريق أدى إلى دمارها وحرق ما يقرب من 700000 كتاب، وتحمل حالياً اسم مكتبة الإسكندرية الجديدة، وتحولت إلى مركز ثقافي عالمي يطلق عليه «مركز التعلم والتسامح والحوار والتفاهم»، وينظم على مستواها معارض فنية وورشات عمل، ولديها أربعة متاحف تستقطب الزوار من كل مكان.
مكتبة دبلن
أما لدى زيارة دبلن، ينصح بزيارة مكتبتها العريقة والمذهلة في الوقت نفسه، وبالتالي الاطلاع على كتاب «كلس»، وتفحص المخطوطة المزخرفة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع، ويمكن العثور في الغرفة الطويلة التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر «والتي يبلغ طولها 65 مترًا» على 200 ألف كتاب من أقدم الكتب، وتتزين غرفة المطالعة بالتماثيل الكبيرة المدهشة، وتشتهر باسم المكتبة القديمة ترينتي.
مكتبة بودليان
تتواجد مكتبة بودليان، المكتبة الأولى في المملكة المتحدة، في منطقة إستراتيجية، وتصنف ضمن قائمة أقدم المكتبات في أوروبا؛ حيث استفادت على مدار 400 عام، من مختلف الكتب التي تطبع في المملكة المتحدة، وتحتضن هذه المكتبة بناية ضخمة مذهلة، وتنام على ثروة معرفية تقدر بنحو 12 مليون كتاب، موزعة عبر المباني وكذا الممرات السحرية تحت الأرض والمنتشرة حول المدينة، ويضاف إليها مدرسة Divinity School التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، وهي جزء من مجمع المكتبة، معززة بسقف مقبب ينتشر على الرواق الطويل، يصعب وصف جماله الباهر؛ علماً بأن أول أفلام هاري بوتر تم تصويره في هذا المبنى.
مكتبة رامبور رزا
تحمل هذه المكتبة اسمين؛ لذا يحلو للبعض تسميتها مكتبة «رامبور رزا» تارة، وتارة أخرى النصب التذكاري، وهو نصب تتباهى به ولاية أوتار برادي، منذ القرن الثامن عشر؛ حيث أنشأها مؤسسها الحاكم «نواب فايز الله خان»، وتتضمن أهم الدراسات الإسلامية الهندية، من بينها المخطوطات وأوراق النخيل، مع تسجيل وجود نقوش عليها، بينما مكتبة «ميديكا لورينزيانا» الكائنة بفلورنسا تشتهر كذلك بمكتبة المخطوطات المزخرفة والنصوص المطبوعة المبكرة، والمدهش أنه تم بناء Vasari فوق تصميم المبنى الذي يلتف حول الدير، وتحتوي غرفة القراءة على مقاعد ومكاتب أصلية، يعود تاريخها إلى عدة قرون مضت؛ لذا حاذر فأنت ستجلس على التاريخ بدل المقعد.
المكتبة الوطنية النمساوية
يتفق الجميع على أن المكتبة الوطنية النمساوية في فيينا، تعتبر إحدى أجمل المكتبات في العالم على الإطلاق، ومن دون منازع، ويعود افتتاحها إلى القرن السابع عشر ميلادي، ومن الطبيعي أن تكون بهذا السحر الفاتن؛ كونها فتحت في البداية كمكتبة ملكية، بلمسة من الذوق الباروكي، وتصميم المكتبة التقليدي، والمنحوتات الرخامية الكبيرة، وتكتظ خزائن الكتب بالأعمدة الأيونية والسقوف الجدارية والأرضيات الرخامية.
مكتبة كليمنتينوم براج
وبدورها مكتبة «كليمنتينوم براج» تزخر بتصاميم إبداعية وذوق رفيع، وتزدحم غرفتها الرئيسة بالكرات والساعات العتيقة والكتب النادرة، وسقوفها مقببة وأرضياتها رخامية وأعمدتها خشبية.
مكتبة البندقية
مازالت مكتبة البندقية على رغم قدمها شامخة؛ علماً بأنها واحدة من أقدم المكتبات التي مازالت صامدة في إيطاليا؛ حيث صممها Sansovino، ولعل أهم ما يميزها أنها زاخرة بالكرات والمخطوطات العتيقة، ويعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر ميلادي.