كيف أتتها الشجاعة لتفعل ذلك؟! كيف تمكنت من التخلي عن فلذة كبدها، وقطعة من قلبها لم يتجاوز عمره إلا ساعات القليلة؟! كل هذه الأسئلة لم تستطع العثور على إجابة وافية لما فعلته أمٌّ ألقت رضيعها بحاوية القمامة، ثم حاولت الفرار في تايلاند، وذلك بحجة «الـفـقـر»، وأنها غير قادرة على إعالة طفلها الرضيع حديث الولادة، الأمر الذي أثار ضجة واسعة في البلاد.
بعد ساعات من صرخته الأولى في الدنيا..
ونقلاً عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، تنشر لكم «سيدتي» تفاصيل هذه القصة المؤلمة، التي كانت بطلتها أم تايلاندية، تدعى «وارابورن»، تبلغ من العمر 29 عاماً، عندما قامت يوم الأربعاء 10 حزيران/يونيو 2019، بإلقاء رضيعها بحاوية للقمامة، بعد ساعات قليلة فقط من ولادته، حيث إنها سافرت مسافة طويلة إلى مدينة أخرى على متن دراجتها لتفعل ما فعلته، وكل ظنّها أنه لا يوجد أحد سيتعرف عليها في مكان غريب، ولكن حدث ما لم تكن تتوقعه على الإطلاق!!
السيدة «وارابورن»، التي تعيش مع أطفالها الـ4 في شقة صغيرة، في محافظة «ساموت براكان»، التي تقع شمال وغرب العاصمة التايلاندية «بانكوك»، راحت بعد ولادة طفلها الخامس، بساعات قليلة فقط، بالبحث عن مكان تتخلص فيه من الطفل، وذلك بحجة أنها «سيدة فقيرة»، ولا تستطيع إعالة طفل جديد في العائلة. فسافرت على متن دراجتها النارية إلى مدينة «سامبران»، وقامت الأم بإلقاء رضيعها بحاوية القمامة، دون أن تعرف أن كاميرات المراقبة الموجودة في الشارع العام تمكنت من التقاط ما فعلته لحظتها.
هذا ما ظهر بمقطع الفيديو المصوّر..
وفي مقطع الفيديو الذي التقطته كاميرات المراقبة، والذي انتشر بشكل واسع عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي المختلفة في البلاد، تظهر «وارابورن» وهي تركب دراجتها النارية وبحوزتها طفل آخر، وعند وصولها إلى إحدى حاويات القمامة، نزلت عن دراجتها وبيدها كيس أسود اللون، وضعته على الفور إلى جانب الحاوية، قبل أن تفرّ من المكان. وعلى الرغم من ظهور أحد الأشخاص يمرّ جانب الكيس حينها، إلا أنه لم ينتبه لما في داخله.
https://www.youtube.com/watch?v=-WzPXjXqfDE
الرضيع واجه جحيم الحرارة المرتفعة..
وتابعت الـ«ديلي ميل» أن الطفل الرضيع ظل لما يزيد على الـ4 ساعات كاملة، وهو تحت أشعة الشمس الحارقة بجانب الحاوية، وظلّ يعاني الأمرّين، حتى تمكن أحد عمال النظافة من الانتباه إليه. حيث كان الطفل المسكين ملفوفاً بقطعة من القماش، ولا يزال «حبله السُرّي» متصلاً به. وما كان من العامل إلا أن اتصل بالشرطة على الفور.
بدورهم، سارعت عناصر الأمن، بمركز شرطة حيّ «فو كايو» في المدينة، بنقل الطفل الرضيع إلى مستشفى «سامبران»؛ حتى يتلقى الرعاية الصحية اللازمة، وباشروا بفتح تحقيق شامل في الحادثة، وقادتهم كاميرات المراقبة إلى محافظة «ساموت براكان» حيث تعيش «وارابورن»، التي عُثر عليها تعاني من ضعف شديد وتشنجات ونزيف دموي القوي، إثر مضاعفات ما بعد الولادة.
الأم تعترف بفعلتها وتلقي اللوم على «الفقر»..
بعد أن أخذت الشرطة «وارابورن» إلى مستشفى قريب، اعترفت الأم التايلاندية الشابة بأنها تخلت عن رضيعها وحاولت التخلص منه عند حاوية القمامة، وبررت ما فعلته بما تعانيه العائلة من فقر شديد، وبأنها غير قادرة على إعالة فرد جديد في العائلة، ولا تملك نقوداً للطعام أو لحليب الطفل. وقامت الشرطة بتوجيه اتهام بالتخلي عن طفل تحت عمر الـ9 سنوات للأم الشابة.
وخلال التحقيق، أوضحت «وارابورن» أن زوجها يعمل «سائقاً» في مقاطعة أخرى، وأنه يتحصل على 10 آلاف «باهت» تايلاندي فقط؛ أي ما يعادل الـ320 دولاراً في الشهر، مشيرة إلى أن هذا المال لا يكفي لمعيشة عائلة مكونة من 6 أفراد، فكيف مع وجود فرد سابع! وتابعت الأم الشابة أنها قامت بولادة طفلها الرضيع في «الحمّام»، ولم تذهب إلى المستشفى، وأنها كانت مضطرة إلى قطع الحبل السري بنفسها. وقالت «وارابورن»: «لم أقصد قتله.. لقد تركته هناك على أمل أن يجده شخص آخر ويعتني به. لقد كنت قلقة من أن يراني أحد ما، ولذلك تركت المكان بسرعة.. وأنا نادمة على ما فعلت».