أظهرت دراسة علمية حديثة أجريت على 8718 طفلاً سعودياً حديث الولادة من مختلف مناطق المملكة بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن معدل إصابة الأطفال السعوديين حديثي الولادة بمرض نقص المناعة الوراثي المركب الشديد، المعروف اختصارا باسم (SCID) يزيد بنحو 20 ضعف انتشارها في أمريكا.
وأكد استشاري أمراض الحساسية والمناعة الدكتور حمود الموسى، أن الدراسة أظهرت أن معدل إصابة الأطفال السعوديين هو 1 لكل 2906 أطفال حديثي الولادة، ما يعني أن نسبة انتشار المرض الوراثي في السعودية 20 ضعف نسبة انتشارها في أمريكا التي تبلغ 1 لكل 58 ألف حالة.
وأوضح الموسى، بحسب صحف محلية، أن مرض نقص المناعة الوراثي، يحدث نتيجة خلل خلقي وراثي في الجهاز المناعي يؤدي إلى معاناة الطفل المصاب من التهابات بكتيرية وفيروسية متعددة وشديدة الحدة يصاحبها إسهال مزمن وضعف في النمو، ويؤدي إلى وفاة الطفل المصاب خلال الأشهر الأولى من العمر ما لم يتم تشخيص المرض وعلاجه، مشيراً، إلى أن الفحص والعلاج المبكر يؤدي للشفاء منه بنسبة تصل لـ90-95%.
وتشير الأبحاث العلمية إلى أن ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض في المملكة يعود لكثرة انتشار الأمراض الوراثية، وذلك نتيجة لارتفاع نسبة زواج الأقارب، حيث تصل إلى نسبة 56% من الزيجات بالمملكة.
وكانت الكثير من الدراسات قد أكدت على ارتفاع معدل خطر الإصابة ببعض الأمراض الوراثية بين الأطفال من أزواج أقارب، علاوة على ازدياد نسبة الوفيات بين هؤلاء الأطفال.
ويرى الأطباء أن الخطورة في مثل هذا الزواج تكمن في الأمراض الوراثية التي يحمل جيناتها الزوج والزوجة، ومع أن الأمراض من الممكن ألا تظهر عليهما، إلا أنها تورث بعد الزواج للأطفال والأحفاد، ومن هذه الأمراض، "التخلف العقلي، والجلاكتوسيميا، وأمراض خلل التمثيل الغذائي، ومرض الكبد (ويلسون)، وضمور المخ، إلى جانب أمراض الدم الوراثية التي تشمل الأنيميا المنجلية، وأنيميا البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا)، ومرض الكلية المتحوصلة الذى يؤدى للفشل الكلوي.
كما يُعتقد أن مرض الصرع وأمراض الحساسية وداء السكرى تزداد في بعض العائلات، وتتضاعف احتمالات توارثها بالتزاوج بين الأقارب.