جريمة مروعة، تحمل بين سطورها تفاصيل بشعة للغاية وخالية من أي إنسانية، شهدتها دولة الإمارات العربية خلال الفترات الماضية. وذلك بعد أن أقدم عامل في نهاية العقد الثالث من عمره من أصول آسيوية، على الاعتداء وضرب وتعذيب «والـدتـه» حتى قتلها بالشراكة مع زوجته. وأمام القضاء الإماراتي، أنكر الجاني ما اقترفت يداه، وادعى أن والدته قامت بسكب «الماء الحار» على جسدها وآذت نفسها.
وذكرت صحيفة «البيان» الإماراتية، أن رجلاً ثلاثينياً من أصول آسيوية، أقدم بالشراكة مع زوجته على ضرب وتعذيب والدته حتى لاقت مصرعها. وكان الجاني قد أنكر وزوجته خلال مثولهما يوم الأربعاء الفائت 19 حزيران/يونيو 2019، أمام محكمة الجنايات في دبي، جميع التهم التي وُجهت إليهما.
وتابعت الصحيفة الإماراتية، أنه كان قد جاء في نص التُهم الموجهة للجاني وزوجته، أنهما قاما بالاعتداء على الوالدة ما تسبب لها بعدة كسور بالضلوع ونزيف حاد، وبالإضافة إلى عدد من حروق الدرجة الثانية بأماكن مختلفة من جسدها. كما أن السيدة المُسنة كانت تعرضت إلى خلع كامل في العدسية البصرية بإحدى عينيها. وكانت النيابة العامة في إمارة دبي، قد أشارت إلى أن المتهمين لم يقتلا السيدة بالقصد، ولكن اعتداءهما وتعذيبهما المتكرر عليها أسفر عن مقتلها. وأن التحقيقات لا تزال جارية في هذه القضية.
وتابعت «البيان»، أن المتهمين كانا قد استمرا بالاعتداء والتعذيب بحق السيدة المُسنة، طوال الفترة الممتدة من منتصف شهر تموز/يوليو، وحتى تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي 2019. وأن الصدفة كانت قد قادت إحدى السيدات التي تسكن معهم في البناية نفسها، لأن تعثر في «غرفة الغسيل» على والدة الجاني وهي بحالة صحية حرجة جراء الاعتداء عليها. حيث لاحظت وجود العديد من الكدمات الشديدة على جسدها، إلى جانب الحروق الحديثة.
السيدة التي اكتشفت وجود والدة الجاني بهذه الحالة، سألتها على الفور عن كيفية تعرضها إلى كل هذا، إلا أن المجني عليها لم تتفوه بأي شيء لها خشية أن تلاقي تعذيباً جديداً من ابنها وزوجته إذا علما بانكشاف أمرهما، وعادت إلى الشقة على الفور. ومن جانبها سارعت السيدة إلى استدعاء رجل الأمن في البناية، وتوجها إلى شقة الجاني. وتفاجآ بالمجني عليها مستلقية على أرض الشقة بوجود ابنها، الذي ادعى أن والدته تقيم معه وأنها لا تحب النوم في الفراش. وفي تلك اللحظة خرجت الزوجة الشريكة بالجريمة، وقالت الكلام نفسه عند سؤالها. إلا أن ما شاهدته السيدة وحارس الأمن جعلهما يشكان في الأمر، وعلى الفور طلبا الإسعاف لنقل المجني عليها إلى المستشفى، حيث فارقت روحها جسدها هناك.
وأضافت «البيان» الإماراتية، أن ابن المجني عليها، لم يقم حتى بمساعدة الجيران ورجال الإسعاف بحمل والدته، حتى أنه لم يرافقهم إلى سيارة الإسعاف أو إلى المستشفى إلا عندما طُلب منه ذلك. وعند الوصول إلى المستشفى ظل جالساً في غرفة بعيدة عن والدته، ولم يكن مبالياً على الإطلاق لما حصل مع السيدة العجوز.
تقرير الطب الشرعي
وبعد كشف الأطباء الشرعيين على جثة المجني عليها، أشاروا في تقريرهم إلى أن السيدة كانت قد تعرضت لاعتداءات متكررة وعلى فترات زمنية مختلفة تتراوح بين بضعة أسابيع وبضعة أشهر. وأن الاعتداءات كانت بواسطة عدة أدوات مختلفة. وتابع الأطباء الشرعيون، أن ما أصاب السيدة المسنة من حروق وإهمال واعتداء وتجويع، جعلها تعاني من حالة هزال شديدة للغاية، حتى أن وزنها كان لم يتجاوز الـ 29 كيلوغراماً.