«ليليا» طفلة لا تتجاوز الثالثة من عمرها عاشت حادثة مأساوية، فقد بقيت ستة أيام في شقة أسرتها في مدينة بربينيون الفرنسية (850 كلم جنوب باريس)، مع أمها التي توفيت من دون أن تدرك الطفلة ذلك وقد ذهب في ظنها أن أمها نائمة.
وقد تفطنت جارة لهم أنّ البنت كانت تنام في «البلكونة» بمفردها واستغربت ذلك، وقد سألتها عن أمها فأخبرتها أنها نائمة، ولكن أمام تكرار نوم الطفلة في «البلكونة» أياما متتاليّة قامت الجارة بإبلاغ الشرطة، وفق ما ذكرته صحف فرنسيّة.
وفي يوم الخميس 20 يونيو، اقتحمت الشرطة الشقة، وأول ما لفت انتباههم الروائح الكريهة المنبعثة من كل أركان الشقّة، وبعد تم كسر وخلع باب دورة المياه وجدوا الأم، (41 عامًا)، جثة هامدة بها.
وحسب المعطيات الأولية فإن الموت حصل منذ يوم السبت الماضي، وقد نجحت الطفلة وعمرها لا يتجاوز 3 أعوام في الأكل من الأكل المعلب، وقد استطاعت بذكائها أن تدبر أمرها بمفردها طيلة ستة أيام مع اعتقادها أن أمها نائمة في المرحاض.
وقامت الشرطة بنقل جثة الأم للمستشفى للتشريح لمعرفة الاسباب الحقيقيّة للوفاة، كما تم وضع الطفلة في مركزمختصّ لإيوائها وضمان رعاية نفسية لها، والشرطة تسعى الآن للوصول إلى بعض أفراد العائلة لإعلامهم والتنسيق معهم، فالأم تعيش وتقيم مع ابنتها فقط في الشقة، ولم يتم الكشف عن سبب عدم وجود الأب معهم أو عن عمل المراة أو معلومات أخرى وانّما تمّ فتح تحقيق أمني وقضائي.
وقد تأثر المواطنون في تعاليق لهم على مواقع التّواصل الاجتماعي بوضعيّة الطفلة وتعاطفوا معها ووقعوا باللوم على الجارة التي لم تبادر منذ اليوم الأول بملاحظة نوم الطفلة بالبلكونة بإعلام الشرطة.
وتساءل كثيرون عن غياب حتى مجرد التعارف بين الجيران فكيف تمضي ستة أيام بأكملها من دون أن يتفطن أحد من الجيران لما حصل؟
واهتم الكثيرون بمصير الطفلة التي عاشت صدمة نفسية قوية فهي لن ترى أمها بعد ذلك اليوم و لم تستوعب بسبب سنّها المأساة التّي حصلت لها ولأمّها.