الأمهات، بعد سنوات من الأمومة، يصبحن «أنصاف طبيبات». فهن يتعاملن مع الكثير من الأمراض المعروفة التي عادة ما تصيب الأطفال في سنينهم الأولى، إلا أن بعض هذا الأمراض يكون مختلفاً تماماً عما تعتقده الأمهات، رغم أنه قد يُشبه ما خبرنه مع أطفالهن الآخرين، وبعضه قد يكون خطيراً للغاية حتى ولو لم يبدُ كذلك. تماماً كما حدث مع «إيملي»، وهي طفلة مصابة بمرض جلدي، وصفه الأطباء بـ«أسوأ ما شاهدوه في حياتهم».
المرض ليس الجدري
وبحسب ما تنقله «سيدتي» عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، فقد بدأت حكاية الطفلة البريطانية الصغيرة «إيملي»، البالغة من العمر عامين فقط، في 25 نيسان/إبريل الماضي 2019، عندما لاحظت والدتها «إيما ريفلي» التي تبلغ من العمر 41 عاماً، وجود بقع حمراء على رقبتها. في البداية، ظنت الأم أن الأمر لا يتعدى كونه «جدري» عادياً، وهو أمر طبيعي يصيب الأطفال بمثل هذا العمر، ولكنها كانت مخطئة تماماً. فقد اكتشف الأطباء بأن «إيملي» مصابة بمرض جلدي يُسميه الأطباء «اليد والقدم والفم»، أو كما يدعونه اختصاراً بـ«أتش أف أم دي» HFMD، ووصفوا حالة الطفلة الصغيرة بأنها «أسوأ ما شاهدوه في حياتهم».
قبل أن يكتشف الأطباء المرض، أخذت السيدة «ريفلي» وزوجها «شارون»، طفلتهما إلى صيدلية قريبة، حيث نصحهم صاحبها بالذهاب فوراً إلى مركز الرعاية الطارئة في منطقة «هيميل هيمبستيد» الإنجليزية. وبعد ساعات من التشخيص والفحوصات، أخبر الأطباء والدي الطفلة، أنها مصابة بحالة عادية من «الحصبة والحمى القرمزية»، وسمحوا للعائلة بالذهاب إلى المنزل. ولكن بعد ساعات من العودة، ارتفعت درجة حرارة الطفلة بشكل مفاجئ وكبير للغاية، لتصل حتى 39 درجة مئوية.
أسبوعين في الحجر الصحي
صباح اليوم التالي، أخذ الوالدان «إيملي» إلى مستشفى «واتفورد» العام، بعد أن لاحظا أن حالتها ساءت بشكل كبير. وهناك، تم تشخيص حالتها بأنها تعاني من مرض «اليد والقدم والفم»، الذي يطلق عليه اختصاراً «أتش أف أم دي» HFMD، وكانت الصدمة عندما علم السيد والسيدة «ريفلي» بأن الطفلة مصابة بمرض جلدي وصفه الأطباء بـ«أسوأ ما شاهدوه في حياتهم». وأوضح الأطباء أيضاً، أن هذا المرض، ينتشر بين الأطفال تحت سنّ 10 أعوام، ويسبب التهابات وتقرحات مؤلمة للغاية وطفحاً جلدياً كثيفاً على جسد الطفل، لكن حالة «إيملي» كانت أخطر وأسوأ من المعتاد.
ولمنع انتشار الفايروس، ظلت «إيملي» الصغيرة في «الحجر الصحي» طوال أسبوعين كاملين، وكانت خلال هذه الفترة تتم معالجتها بالعديد من الأدوية، من بينها الكريمات الخاصة ورذاذ للحلق حتى يخفف ألم التقرحات في فمها وحلقها. وعلى الرغم من أن الصغيرة الشجاعة نجحت بالتخلص من هذه الأزمة الكبيرة، إلا أن جسدها لا يزال ممتلئاً بالندوب من أثر الطفح الجلدي والتقرحات العديدة التي أصابتها.
وفي تصريح أدلت به السيدة «ريفلي» لوسائل الإعلام البريطانية، قالت فيه: «فقط الأمهات من يعرفن مدى صعوبة الأمر على طفلة صغيرة، بأن تظل طوال 14 يوماً كاملة في الحجر الصحي، أسبوعين دون لعب أو أصدقاء». وتابعت أيضاً: «تخيلوا أنني لم أكن قادرة على حملها أو ضمها إليّ، لأن ذلك سوف يشعرها بألم شديد بسبب التقرحات المنتشرة في كل مكان في جسدها، كما أن إيملي المسكينة، كانت تعاني عند تناول الطعام في كل مرة، بسبب التقرحات والجروح في فمها وحلقها، وهذا وحده كان كافياً حتى يجعل الألم يعتصرني».
ما هو مرض اليد والقدم والفم؟
مرض «اليد والقدم والفم»، أو الـHFMD، هو التهاب فيروسي يسبب آفات تتشكل على يد وقدم وفم الشخص المصاب. وفي العادة، فإن هذا المرض ليس خطيراً ولا يقتضي العلاج، ولكنه قد يتسبب بالتهابات ثانوية على الجلد إذا تم حكّه. كما أن هذا المرض شائع على الأغلب بين الأطفال تحت سن 10 سنوات، وقد يُحدث انتشاراً للعدوى على شكل وباء في الحضانات والمدارس.