امتد خطر «تغير المناخ» من تغييرات في طبيعة الفصول، وتهديد بذوبان الثلوج في الأقطاب الجليدية، وبدء الجفاف في بعض الأنهار والبحيرات في الهند إلى تهديد أبرز الآثار العالمية في أوروبا والعالم. وإشارات تغير المناخ في القرن الحادي والعشرين الحالي أكثر وضوحاً من القرون الماضية، مما تؤكد ضرورة الحد من تلوث المناخ في العالم بخطوات بيئية ووقائية سريعة حرصاً على تاريخ وحياة البشرية.
ولقد بذلت جهود على مدى عقود لحماية الأكروبول في اليونان، من الأمطار الحمضية، لكن البلاد تضم المئات، إن لم يكن الآلاف، من الآثار المعرضة لعوامل التعرية.
وقال علماء: إن تغير المناخ يهدد الآثار «الإغريقية» في اليونان ومن بينها «الأكروبول» أحد أكثر المواقع الأثرية استقبالاً للزوار في العالم، فالأمطار الحمضية تؤدي إلى تآكل الرخام كما أن الظواهر المناخية الشديدة مثل الجفاف أو السيول تسببت في مشكلات هيكلية للجدران والمعابد القديمة.
تغير المناخ يؤثر سلباً على «الأكروبول» الأكثر استقطاباً لسياح اليونان
وهضبة الأكروبول التي أقيم عليها معبد البارثينون هي أكثر المواقع الأثرية اليونانية احتفاظاً بهيئتها الأصلية لكن هناك دلائل على أن تغير المناخ يؤثر بشكل متزايد على هذا الأثر.
وأفادت ماريا فلازاكي، من وزارة الثقافة اليونانية «أسوار المدينة (القديمة) بها تآكل أكثر مما كان في السابق».
وبذلت الجهود على مدى عقود لحماية الأكروبول والحفاظ على آثاره وجرى تسريع العملية منذ منتصف السبعينيات، لكن البلاد تضم المئات، إن لم يكن الآلاف، من الآثار المعرضة لعوامل التعرية، وفقاً لموقع «العرب».
وأضافت فلازاكي: «كل عام تأتينا المزيد من الحالات.. نقدم المزيد من المال، أموال غير متوقعة لحماية أسوار المدن (القديمة) التي لم تكن تواجه مشكلات من قبل، ولحماية المنطقة الساحلية».
نظام مراقبة لمتابعة تأثير تغير المناخ على الآثار القديمة
وقال خريستوس زيريفوس، الأستاذ بأكاديمية أثينا، على هامش مؤتمر عن تغير المناخ والتراث الثقافي، إن اليونان تحتاج إلى حماية أفضل لآثارها ونظام مراقبة يساعد في توفير حماية إضافية في حال حدوث ظواهر جوية شديدة.
يشار إلى أن الآثار الإغريقية نقطة جذب سياحية لملايين الزوار الأجانب، وتحاول الحكومة اليونانية حمايتها قدر الإمكان للحفاظ على أحد مصادرها الرئيسية، ألا وهي: السياحة التي تحقق لها إيرادات عالية سنوياً.