بدت الفنانة إليسا في مهرجان الموازين في دورته الثامنة عشرة للمرة الأولى، سعيدة جداً من لحظة وصولها إلى الفندق، فكانت من وقت لآخر تترك جناحها وتتوجه إلى المطعم المغربي تتناول الغداء، ومرة أخرى تتوجه إلى الحمام المغربي، وتأخذ حماماً مغربياً. هذه السياسة لم تكن تعتمدها إليسا في السنوات السابقة لمهرجان الموازين. إليسا اليوم غير إليسا أمس، فهي أكثر إدراكاً لذاتها ولراحتها، وتعمل ما بوسعها لتثبيت هذا الإدراك.
قبل حفلها على منصة النهضة غنّى الفنان المغربي حمد الحضري؛ حيث بدأ حفله عند العاشرة والنصف، وغنَّى العديد من الألوان الغنائية التي تعكس وتدل على ثقافة الشعب المغربي، غنَّى إيقاع الفلامنغو، السالسا، وبعض الأغاني المغربية الشعبية والوطنية. كان من المفترض أن ينهي محمد الحضري حفله عند الحادية عشرة والنصف؛ لكنه استمر في الغناء حتى الثانية، ومع ذلك لم يخرج عن المسرح رغم إشارات الأمن له بأن يخرج حتى أصبحت الساعة الثانية عشرة، حتى دخل إليه رجل الأمن وأخرجه. هذا التأخر أثر على صعود إليسا إلى المسرح والجمهور في الخارج ينادي باسمها.
غنت "وحشتوني" بمشاعرها قبل صوتها
عند الثانية عشرة والربع دخلت إليسا إلى المسرح على هتاف الجمهور الذي افترش ملعب النهضة من جوانبه الأربعة، ويعتبر حفل إليسا هو من أهم وأجمل الحفلات في الموازين وسط هذه الجماهير الغفيرة؛ مما جعل إليسا في حالة من السعادة والفرح وقالت: "الحمدلله، عدت ووقفت على مسرح الموازين أمام جمهور مثقف ومحب، وأنا أحبه كثيراً". ابتدأت بأغنية "وحشتوني"، وكانت إليسا في قمة الانسجام الذي جعلها تطير على المسرح من فرحها وسعادتها التي بدت واضحة خلال أغنية "وحشتوني"، وكانت تغنيها بمشاعرها قبل صوتها، كانت تعني كل كلمة تقولها للجمهور الذي قالت له "لم تخذلوني يوماً حقيقة وحشتوني أنا أحبكم كثيراً". وكان الجمهور يناديها ويغني معها.
حالة من المشاعر والسعادة عاشتها إليسا على مسرح النهضة، لم تعشها من قبل كما عاشتها ليلة حفلها، غنت لأكثر من ساعة ونصف. (أنا ما بدي ياك، إلى كل لي بحبوني، يا مرايتي)، غنت ألبومها كله، والجمهور يردد وراءها. تفاعل إليسا على المسرح عكس الكثير من المعاني، عكس مدى شوقها وسعادتها بأنها عادت بعد غياب وبعد شفائها إلى المسرح الذي يعتبر متنفساً حقيقياً ودواءً شافياً لكل فنان. لم تستطع إليسا إنهاء حفلها وكانت الساعة قد قاربت الثانية فجراً، والجمهور يريد منها البقاء وهي تريد الغناء أكثر.
عادت إليسا إلى الفندق سعيدة ومرهقة، توجهت مسرعة إلى جناحها معتذرة للجميع من عدم إجراء أي لقاء صحافي، طالبة منهم تقدير ظروفها، خاصة أن موعد سفرها عند الفجر. بعدما غيرت ملابسها فتحت باب جناحها في الدور الثاني في فندق تور حسان معتذرة من الصحافة المنتظرة أمام جناحها لإجراء اللقاءات معها.