أوضحت دراسة علمية لجامعة توليدو الأمريكية بولاية أوهايو آثار التكنولوجيا الحديثة على جسم الإنسان؛ حيث تم توثيق الآثار السلبية لاستخدام التكنولوجيا المدونة بشكل جيد من متلازمة النفق الرسغى، وإجهاد العين إلى الحالة المعروفة باسم «عنق التقنية». وبحسب موقع «ميرور» قامت إحدى الشركات بإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للإنسان المستقبلي؛ استناداً إلى بعض هذه التوقعات العلمية والنتيجة مروعة حقاً.
إنسان 2100، الذي يُطلق عليه اسم «ميندي»، سوف يعاني من الظهر، وهو ناتج عن ساعات جلوسه أمام شاشة الكمبيوتر في المكتب، ولف عنقه للنظر إلى الهواتف الذكية.
نمت عضلات رقبته أيضاً بشكل خاطئ بسبب النظر الطويل للشاشة واستخدام الهاتف الذكي، وبالتالي سوف يتعين على العضلات في الرقبة بذل المزيد من الجهد لدعم الرأس.
وقال «كاليب باك»، خبير الصحة والعافية في مابل هوليستيكس: «قضاء ساعات في النظر إلى هاتفك يجهد رقبتك ويلقي بالتعب على عمودك الفقري».
«إن الجلوس أمام الكمبيوتر في المكتب لساعات متتالية يعني أيضاً أن جذعك يتم سحبه أمام الوركين بدلاً من أن يتم تكديسه بشكل مستقيم».
تكيفات «ميندي» لا تتوقف عند هذا الحد. سُمك الجمجمة سيتقلص، الذي يساعد على حماية الدماغ من الإشعاعات الراديوية المنبعثة من الهواتف الذكية، والتي يعتقد البعض أنها يمكن أن تكون لها آثار صحية خطيرة.
تتقلص الدماغ أيضاً؛ استناداً إلى النظرية العلمية الحديثة التي تفيد بأن أسلوب الحياة المستقرة يقلل من سعة دماغ الإنسان.
وفي الوقت نفسه، تم تشكيل يده بشكل دائم في قبضة تشبه المخلب وثني كوعه إلى 90 درجة، بسبب الفترات المستمرة التي أمضاها يمسك الهاتف الذكي.
وقال الدكتور «نيكولا جوردييفيتش» إن الطريقة التي نحتفظ بها بهواتفنا يمكن أن تتسبب في توتر نقاط اتصال معينة، مسببة «مخلب النص» و«الكوع بدرجة 90» المعروف أيضاً باسم متلازمة النفق المزدوج، هذه المتلازمة ناتجة عن الضغط أو تمدد العصب. وهذا يسبب خدراً أو إحساساً بالوخز في حلبة الأصبع الصغير وألم الساعد وضعفاً في اليدين؛ مما يجعل الكوع مثنياً لفترة طويلة».
وربما يكون التغيير الجسدي الأخير في «ميندي هو الأكثر غرابةً، فهو يمتلك مجموعة ثانية من الجفون لتصفية الضوء الزائد المنبعث من الأجهزة التكنولوجية.
ويقترح «كازون راتناياكي» الأستاذ في جامعة توليدو أن هذا التطور الجذري يمكن أن يحد من كمية الضوء الضارة التي تتعرض لها أعيننا.
وقال: «قد يطور البشر جفناً داخلياً أكبر لمنع التعرض للضوء الزائد، أو قد تكون عدسة العين قد تطورت بحيث يحجب الضوء الأزرق الوارد، ولكن ليس الأضواء الأخرى ذات الطول الموجي العالي مثل الأخضر أو الأصفر أو الأحمر».
ويوفر نموذج «ميندي» تمثيلاً مرئياً مثيراً للاهتمام لمجموعة متزايدة من الأبحاث العلمية.
وقال «جيسون أوبراين»، مدير العمليات في TollFreeForwarding. com، الذي كلف هذا النموذج، بأن التكنولوجيا تمنحنا الراحة والاتصال والترفيه وأكثر من ذلك بكثير ولكن هناك مفاضلة.
وقد يؤدي التعرض المفرط للتكنولوجيا أحياناً إلى الإضرار بصحتنا. وفي حين أن فوائد التكنولوجيا للأفراد والشركات أكبر من أن تتجاهلها، إلا أن الأمر يستحق تقييم استخدامك لضمان عدم تضرر صحتك على المدى الطويل.