آلاف الأشخاص يمرون في محطة القطار كل ساعة، كل واحد منهم له وجهته، وكل واحد خلال ذهابه إلى وجهته يفكر بالكثير من الأشياء في حياته، إلا أن كل هؤلاء الآلاف من الناس، من الممكن أن يجتمعوا على فكرة واحدة وحادث واحد حين يتعلق الأمر بحياة أحدهم، تماماً كما حدث في مدينة «سيدني» الأسترالية، حيث وقف الكثيرون أياديهم على قلوبهم ودعواتهم كلها إلى السماء، وهم يشاهدون عملية إنقاذ مرعبة لطفل سقط بين القضبان والرصيف بمحطة قطار.
ووفقاً لما نقله موقع «عربي بوست»، عن موقع صحيفة «ذي صن» البريطانية، أن كاميرات المراقبة بإحدى محطات القطار في المدينة الأسترالية، التقطت مشاهد مرعبة لعملية إنقاذ طفل يبلغ من العمر 4 سنوات فقط، كان قد سقط بالفجوة الفاصلة بين قضبان السكة الحديد والرصيف، حيث حاول جميع الأشخاص أن يلفتوا انتباه سائق القطار؛ كي لا يتحرك من مكانه ويتسبب بكارثة للطفل المسكين.
بلمح البصر.. خطوة ساقته إلى الكارثة
فيديو الحادثة، التي وقعت خلال الفترات الماضية، يُظهر اللحظات القليلة قبل وقوع كاد يكون كارثة حقيقية، حيث تظهر والدة الطفل، وهي تحمل شقيقه الصغير بيدها اليُسرى، وتجرُّ عربة أطفال باليُمنى، وكان طفلها يسير برفقتها متجهين جميعهم إلى بوابة القطار، وعندما حاول الطفل أن يخطو إلى داخل عربة القطار، أخطأت خطوته وسقط بالفجوة الفاصلة بين قضبان السكة الحديد ورصيف الانتظار، وسقط هناك كأنه يسقط في حفرة عميقة واختفى.
عشرات الأشخاص الذين كانوا يحاولون الركوب بعربة القطار، تجمعوا من الفور حول الأم، وبدأ فريق منهم بالصراخ على السائق والتلويح بأيديهم له؛ حتى لا يتحرك من مكانه إلى حين إنقاذ الطفل، وبعضهم الآخر، كان يحاول أن يصل إلى الطفل الذي سقط بتلك الفجوة الضيقة، وكان الجميع كأنهم يسابقون الوقت لإنقاذ حياته.
رغم الموقف المُرعب.. الطفل بخير
قبل أن ينتهي الفيديو الذي التقطته إحدى كاميرات المراقبة الداخلية في محطة القطار بمدينة «سيدني» الأسترالية، تظهر الأم، وهي جالسة على أحد كراسي الانتظار وطفلها بين يديها، ويقف بصحبتها اثنان من العاملين في المحطة يحاولون تهدئتها ويطمئنون على حالها وعلى حال طفلها الصغير الذي عاش لحظات مرعبة. ورغم أنه وأمه بديا خائفين، فإنهما لم يُصابا بأي أذى إثر ما حدث. وكانت السلطات الأسترالية قد نشرت مقطع الفيديو على عدد من صفحات التواصل الاجتماعية ووسائل الإعلام المحلية، وأشارت إلى أنه على الجميع أن يكونوا حذرين في محطات القطار لمثل هذه المواقف، خاصة الأمهات اللواتي يكون برفقتهن أطفالهن؛ حتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة في الأيام المقبلة.