على إيقاع « الدقة المراكشية » انطلقت فعاليات المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته الخمسين، مساء أمس (الثلاثاء) بالفضاء التاريخي قصر البديع بمراكش، و الذي سيستمر إلى غاية 6 يوليوز الجاري.
جمهور غفير حج أمس إلى قصر البديع لمتابعة عروض فنية قدمتها فرق فلكلورية جاءت من مناطق متعددة من المغرب، تقدمتها فرقة « الدقة المراكشية »، ثم تلتها فرقة أحواش بمنطقة أيت بوكماز (وسط المغرب)، وفرقة أبو غانيم (أي صاحب الناي) بمنطقة إملشيل (الجنوب الشرقي) و عبيدات الرمى (وسط)، و الفرقة الحسانية (جنوب المغرب) و فرقة الهيت بمدينة تاونات (وسط) وغيرها من الفرق المتنوعة التي شكلت لوحات فنية تعاقبت على المنصة وهي تصدح بأهازيج مصحوبة بإيقاعات الدف و الناي و الكمان، و رقصات متنوعة تعكس روح المغرب المتعدد الثقافات و الألوان الموسيقية .
استمتع الجمهور الذي كان يتجاوب بالتصفيق المصاحب للأهازيج و الرقصات الإيقاعية التي سافرت به عبر الزمن و الجغرافيا إلى مناطق متعددة من المغرب المتعدد الثقافات، على امتداد ثلاث ساعات تقربيا من الإمتاع الموسيقي و التعبير الجسدي .
وستستمر فعاليات المهرجان بفضاءات ساحة جامع الفنا و ساحة الحارثي و منصة المسرح الملكي و المركب الاجتماعي لمقاطعة سيدي يوسف بن علي بتقديم عروض متنوعة تحييها، كل مساء، أزيد من 700 فرقة شعبية من مختلف مناطق المغرب، جاءت لتؤكد مرة أخرى و المهرجان يحتفي هذه السنة بنصف قرن من الإبداع الفني المتميز، و الذي يعكس عمق الثقافة المغربية وتعدد أشكالها و ألوانها الموسيقية و إيقاعاتها المتنوعة .
كما تشارك في فعاليات المهرجان فرق شعبية من خارج المغرب من دولة أوكرانيا و الجزائر و الصين الشعبية كضيوف شرف المهرجان، حيث دأب المنظمون على إدخال أنماط أخرى من الفنون الشعبية لكي يتعرف عليها الجمهور المغربي كنوع من الانفتاح على الثقافات الأخرى .
وتحدث محمد الكنيدري رئيس جمعية الأطلس الكبير التي تحتضن المهرجان بتعاون مع وزارة الثقافة و الاتصال، خلال مؤتمر صحافي نظم على هامش المهرجان، عن الصعوبات و التعثرات التي عرفها المهرجان خلال دورات سابقة، حيث عرف توقفا دام لسنوات، قبل أن ينطلق من جديد و يثبت مرة أخرى أن الثقافة المغربية المتعددة كنز حقيقي ينبغي الالتفاتة له، لأنه الثروة الحقيقية لهذا البلد .
و أضاف الكنيدري أن هذه الدورة ستعرف مشاركة أزيد من 700 فرقة فلكلورية من جميع أنحاء المغرب، كما ستعتمد تقنيات جد متطورة على مستوى الإنارة و الصوت حتى تمر في أحسن الظروف .
و بدوره قال عز الدين كارا ممثل وزارة الثقافة و الاتصال ،بصفتها شريكا رسميا للتظاهرة أن هذا المهرجان يعتبر من بين أقدم المهرجانات بالمغرب، و يعد مناسبة لإحياء التراث المغربي المتعدد .
كما أشار إلى أن هذه الدورة تتميز بتنظيم ندوة علمية، على هامش المهرجان، يشارك فيها 15 باحثا مختصا في التراث، سيؤطرون 8 ندوات حول مواضيع تهم قيم الجمال و دلائل التعايش في أنماط فنون أحواش في الجنوب المغربي، و الفنون الشعبية و الروحانيات ثم نساء الحضرة بمراكش، وغيرها من التيمات، مشددا على أهمية الجانب العلمي و الأكاديمي لمواكبة هذا الحدث التاريخي الهام .