لا أحد يجهل قدرة القهوة على تنبيه الجسم والأعصاب بجرعاته الخاصة من الكافيين، لكنه لم يستخدم مرة في علاج أي مرض معين، ومازال للآن منتجاً منشطاً للجسم وعشاق السهر والكيف في جلسات السمر الصباحية والمسائية.
فقد نجح أطباء فرنسيون في علاج طفل مصاب بخلل الحركة العصبي الشبيه بمرض باركنسون «الشلل الرعاش»، باستخدام القهوة الإسبريسو.
وبحسب تقرير نشرته حولية الطب الباطني ونقلته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية و«دنيا الوطن»، فإن الطفل عانى من رعشة واهتزازات أثرت على قدرته على الحركة، ومنعته من السير بصورة طبيعية.
وبحسب التقرير الطبي الذي أعده أطباء المستشفي الجامعي الفرنسي، فإن الطفل عانى من تشنجات متفاوتة الشدة تراوحت مدتها ما بين ثوان معدودة إلى 10 دقائق.
وأحيانا وصلت مرات تكرار هذه التشنجات إلى 30 مرة في اليوم، وهو ما أثر على قدرته على المشي والحركة وركوب الدراجة.
الكافيين يقلل التقلصات العضلية
وقرر أطباء في مستشفى هوبتكس الجامعي في باريس علاج الطفل، باستخدام الكافيين الموجود في القهوة لتقليل التقلصات العضلية، وبسط عضلات الجسم، وتفعيل مستقبلات الأدينوزين، وهو الإنزيم المسئول عن التآزر العضلي.
وبعد تناول الطفل لفنجان واحد من القهوة توقفت الرعشة التي كانت تصيبه لمدة حوالي 7 ساعات، بينما أمره الأطباء بتناول فنجانين من القهوة يومياً، وفي وقت لاحق، حاول والد الطفل استبدال الإسبرسو بالقهوة منزوعة الكافيين لكن التشنجات عادت من جديد.
ويعتبر خلل الحركة العصبي من الأمراض النادرة، ويتسبب في جعل المرضى يتعرضون لتشنجات واضطرابات عضلية في العنق والذراعين والساقين، وتنشأ هذه الحالة نتيجة طفرة وراثية، تؤثر على مستقبلات الأدينوزين المسئولة عن التآزر العصبي، ويحفز الكافيين الموجود في القهوة عمل هذه المستقبلات.