بفكرة من المخرج فيصل الحربي، بدأت مبادرة "دكة إسكندرية"، التي تشكِّل دعوة للنظر في الأفلام العربية المليئة بالجمال والسحربعين مختلفة؛ إذ يتمُّ في كل لقاء اختيار فيلم عربي من قائمة أفضل 100 فيلم عربي وقائمة أفضل 100 فيلم مصري ومناقشته؛ لإظهار جماليات الفيلم مع الجمهور وصناع السينما السعودية وكل مهتمٍّ ومحبٍّ للفن السابع، بالإضافة لاستحداث جلسات حوارية تخصُّ مواضيع فنية مختصة بالسينما والمتخصِّصين .
وفي مركز أندلسية لصحة الطفل بجدة، كان هناك نقاش سينمائي ثقافي، يوم الخميس الماضي، بعنوان "السينما والرواية"، عُرِض خلاله لقطات من أهم الأفلام، وكان ضيوفه هم المخرج طارق المقاطي، والكاتبة غادة عبود صاحبة رواية "بايبولار"، في اجتماع رائع للفن والأدب، وقد أدار الجلسة وقدَّمها المخرج فيصل الحربي.
شُحُّ كُتّاب السيناريو وضعف إنتاجاتهم
وقد التقينا في "سيدتي" مع المقاطي للحديث أكثر عن محتوى النقاش الشيِّق؛ حيث تطرَّق بشكل جريء لضعف النصوص المحلية، وقد قال: "تميزت الأمسية بموضوعها عن طبيعة العلاقة بين السينما والرواية؛ إذ إنه لا يخفى على من يعمل بالمجال السينمائي في السعودية شُحُّ كُتّاب السيناريو وضعف إنتاجاتهم، مما يدفع المنتجين والمخرجين للتوجه لكُتّاب الروايات بهدف معالجتها سينمائياً وتحويلها لسيناريو يسمح بإنتاجها فيلمياً ، وتمت الإشارة أيضاً لجهود وزارة الثقافة مشكورةً في المساعدة بحل مثل هذه المشاكل، وذلك بالتحفيز؛ عن طريق استحداث دورات متخصصة في مجال السينما، والإعلان عن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، والبدء بإنشاء معاهد وأكاديميات مخصصة لتعليم الفنون، وإن اختيار هكذا موضوع لجلسة الخميس كان للحاجة المُلحّة إلى تفعيل النقاش بين المتخصصين؛ سعياً لإيجاد حلول لمشاكل ضعف النصوص التي نشاهدها -وبشكل مستمر- في الدراما والسينما السعودية ، حتى يتمَّ تنشيط هذا القطاع بالشكل الصحيح؛ باعتباره أساس السينما، وحتى يتسنى لنا أن نمتلك سوقاً سينمائية سعودية صحيحة. وبحكم تخصصي في صناعة الأفلام، فأنا سعيد جدًّا بالمشاركة في جميع الأنشطة الثقافية، مثل "دكة إسكندرية" التي من شأنها النهوض بعجلة السينما في مملكتنا الحبيبة، لتدور بالشكل الصحيح والقوي، فتنافس أقوى الأسواق السينمائية في العالم، كما كانت الأصداء إيجابية جدًّا بحضور الكثير من المهتمّين والمتخصصين في هذا المجال الواعد والكبير، وكانت هناك أجواءٌ مطمئنة جدًّا تشير إلى أن مستقبل السينما السعودية سيكون مبهرًا، خاصة مع اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بهذا الجانب؛ كونه أحد أهم الجوانب من رؤية 2030، ويجمع بين نشر الثقافة وتنويع الاقتصاد".
سر تسمية "دكة إسكندرية"
يُذكر أن الحربي أسس "دكة إسكندرية" منذ بداية 2018، وسُمِّيَتْ بهذا الاسم لأن "الدكة" معروفة في المملكة بالجلوس علیھا ومناقشة المواضیع المختلفة، أما عن استخدام اسم مدينة الإسكندرية العريقة في مصر فھو يعود إلى أنھا المدينة العربیة الأولى التي احتضنتْ أول عرض سینمائي في مصر والعالم العربي في مقھى بالمدينة في يناير 1896م.