ما عثر عليه خبراء المحافظة على البيئة في جزيرة «مابول» في أرخبيل الـ«ملايو» الواقع بين جنوب شرق آسيا وأستراليا، يعتبر أمراً فريداً جداً، وكشفاً علمياً في عالم الأحياء عموماً. فهم لم يكتشفوا فقط نوعاً جديداً من السلاحف البحرية التي لم يسبق لهم وأن شاهدوه من قبل، بل ولأن هذه السلحفاة حديثة الولادة التي اكتشفوها، تمتلك رأسين اثنين وجسداً واحداً.
ووفقاً لما نقله موقع «روسيا اليوم» عن صحيفة «ذي ستار»، أن علماء الأحياء البحرية، أكدوا خلال تصريحات صحفية، أنهم لم يسبق لهم على الإطلاق أن شاهدوا مثل هذا النوع من السلاحف البحرية، وخاصة من بين الأنواع الـ 13 ألفاً التي ولدت في مراكز البحوث العلمية. وأشاروا إلى أنها –غالباً- نوع جديد من السلاحف سيتم إضافته على الأنواع المعروفة سابقاً.
دهشة العلماء لم تتوقف فقط عند كون هذه السلحفاة حديثة الولادة، تعد نوعاً جديداً لم يُكتشف من قبل، بل وأيضاً أنها كانت تمتلك رأسين اثنين في جسد واحد. ووفقاً لما قاله «ديفيد ماكان»، عالم الأحياء البحرية، أن المثير في أمر هذه السلحفاة الصغيرة، أن كل واحد من رأسيها الاثنين، يتنفس ويستجيب للمحيط بشكل منفصل عن الرأس الآخر. ووصف الأمر بأنه «مذهل ولا يُصدق»، خاصة بعد أن لاحظ العلماء بأن الرأس الأيمن يتحكم بزعنفة السلحفاة اليُمنى الأمامية، والأيسر يتحكم بالزعنفة اليُسرى الأمامية.
وأضاف «ماكمان»، أنه على الرغم من هذا الانفصال بوظائف كلا الرأسين، إلا أن حركة السلحفاة وسباحتها متناسقة للغاية ومنسجمة إلى حد كبير كأنها سلحفاة عادية برأس واحد. فهي تتحرك بسهولة كبيرة ودون أن تواجه أي مصاعب في سباحتها. وأوضح عالم الأحياء البحرية، أن هذه الحالة في العلوم تُدعى «دياساكوفلك Dicephalic»، وهي حالة نادرة للغاية وغير نمطية بين التوائم، حيث ينموان في جسد واحد ورأسين مختلفين.