منذ بدايات تطور علم النفس في العالم، ابتكر الباحثون المختصون في هذا المجال طُرقاً عديدة لتحديد شخصية الإنسان. منها ما كان معتمداً على اختبارات نفسية وضعها هؤلاء المختصون، ومنها من اعتمد على دراسة إشارات الدماغ، أو ردود أفعال الأشخاص تحت اختبارات معينة. ولكن عدداً من الباحثين الأمريكيين والبريطانيين في علم النفس، ابتكروا طريقة جديدة لتحديد نوع شخصية الإنسان، وذلك من خلال.... نفقاته.
ووفقاً لما نشره موقع «روسيا اليوم»، فإن هذه الدراسة الأمريكية البريطانية المشتركة، والتي نُشرت نتائجها مؤخراً في مجلة «سايكولوجيكول ساينس Psychological Science»، أشارت إلى أن الباحثين استخدموا أكثر من 2 مليون سجل للمصروفات، تعود لقرابة الـ 2200 شخص، للخروج بنتائجهم. واعتمدوا خلال عملهم على طريقة «التعليم الآلي» لتحليل هذه النفقات.
المتطوعون الـ2200، كانوا قد وافقوا جميعهم في بداية الدراسة، على الإجابة عن أسئلة الباحثين «تحريرياً». وهو الأمر الذي ساعد المختصين على معرفة العديد من الأمور عن المتطوعين، مثل إن كانوا «ماديين» أم لا. مدى قدرتهم على ضبط النفس خلال إنفاق أموالهم، بالإضافة إلى الصفات الخمس الكُبرى المعروفة بعلم النفس، وهي «الضمير، الشعور بالسعادة، النوايا الحسنة، العصبية وتقبل الجديد».
وقسم الباحثون المشتركين المتطوعين، إلى 5 فئات، هي: سوبر ماركت، متاجر الأثاث، التأمين، الإنترنت والمقاهي. وبمساعدة «التعليم الآلي»، تمكن الباحثون من إيجاد العلاقة بين كل فئة من هذه الفئات، وبين الصفات الشخصية للمشتركين. حيث اتضح بأنه على الرغم من أن العلاقة القائمة بين الخصائص الشخصية، وبين النفقات ليست واضحة إلى حد كبير، ولكن العلماء استطاعوا أن يعرفوا بدقة كبيرة، إذا كان الشخص يتميز بضبط النفس أم لا، وهل يميل إلى المادية في عموم حياته.
ومن جهة أخرى في نتائج الدراسة، فقد تمكن الباحثون أيضاً من تحديد مدى التقبل الجديد للشخص، لما ينفقه في كافة أموره اليومية، ومنها على سبيل المثال، ما ينفقه على تذاكر الطائرة عند السفر. أما صفة «الشعور بالسعادة»، فقد تم تحديدها عند هؤلاء الأشخاص الذين ينفقون أموالهم على المواد الغذائية والمشروبات. وصفة «النوايا الحسنة»، فقد كانت مرتبطة بالأشخاص الذين يفضلون الادخار وتقديم المساعدات للآخرين. أما «الماديين» فقد كانوا يفضلون الإنفاق على الأمور الشخصية مثل المجوهرات والحليّ، وأنهم نادراً ما يفكرون بالتبرع أو مساعدة الآخرين.
من جهتها، قالت «ساندرا ماتز»، إحدى الباحثات المشاركات في هذه الدراسة: «استطعنا تحديد نوع الشخصية بغض النظر عن العمر أو الدخل لكل واحد من المشتركين. وكانت الاستثناءات القليلة للأشخاص الذين يعيشون في الأماكن الفقيرة جداً. هؤلاء تحديداً واجهنا صعوبات عديدة في تحديد أنواع شخصياتهم، والسبب أن إمكانياتهم المالية كانت محدودة».
في نهاية هذه الدراسة الجديدة، اختتم الباحثون الأمريكيون والبريطانيون القائمون عليها، قولهم بأنه أصبح من السهل اليوم تحديد نوع شخصية الإنسان بدقة كبيرة ودون وجود أخطاء. حيث أنه يتم تسجيل سلوك الأفراد في شكل رقمي على نطاق يزداد اتساعاً بشكل مستمر. وتابع الباحثون، لذلك على السلطات المعنية في البلدان المختلفة، ضمان حرية حماية الأفراد والمجموعات من إي إساءة محتملة في استخدام البيانات والمعلومات.
دراسة جديدة .. «نفقـاتـكـم تحـدد نـوع شخصيـاتـكـم»
- أخبار
- سيدتي - محمد المعايطة
- 22 يوليو 2019