التنافس بين الدول الكبرى انتقل من الأرض للقمر في محاولة منها لإثبات قدمها أو لمعرفة أسرار القمر وكيفية استثماره عالمياً كالأرض.
وأطلقت الهند، أمس الاثنين، مهمتها الثانية إلى القمر «شاندرايان-2» التي من المتوقع أن تبلغ وجهتها في السادس من سبتمبر.
وقد أقلع الصاروخ «جي إس إل في إم كاي 3»، وهو أقوى صواريخ وكالة الفضاء الهندية (إسرو) عند الساعة 14،43 بالتوقيت المحلي (9،13 بتوقيت غرينيتش)، من منصة الإطلاق في سريهاريكوتا (جنوب شرق الهند)، على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في الموقع، ونقل عنها موقع «سكاي نيوز».
ومن المرتقب أن تهبط مركبة وروبوت جوّال بالقرب من «القطب الجنوبي» للقمر في السادس من سبتمبر في إطار هذه المهمة التي ستضع أيضاً مسباراً في مدار الجسم الفلكي.
وكانت أمطار خفيفة تتساقط صباح أمس في منطقة المركز الفضائي حيث من المتوقع أن يحضر الرئيس الهندي رام ناث كوفيند ومعه 7 آلاف مسؤول وتلميذ. وقد أدى علماء «وكالة الفضاء الهندية» «إسرو» الصلوات التقليدية في معبد بالقرب من منصة الإطلاق.
وكان من المفترض إطلاق «شاندرايان -2»، والتي تعني «عربة قمرية» باللغة الهندية، في الخامس عشر من يوليو، لكن العملية ألغيت قبل 56 دقيقة و24 ثانية من موعدها، بسبب «مشكلة تقنية» لم توضّح وكالة الفضاء الهندية تفاصيلها رسمياً.
وأفادت الصحافة المحلية بأن السبب هو تسرّب في قارورة هيليوم في محرّك الصاروخ «جي إس إل في إم كيه 3» العامل بحرارة منخفضة جداً.
وخصصت الهند 140 مليون دولار لهذه المهمة، وهو مبلغ أدنى بكثير من ذاك الذي جمعته وكالات فضائية أخرى لمهمات من هذا النوع.
وتندرج المهمة الهندية في سياق اهتمام دولي متجدّد بالقمر. فالإنسان الذي وطئ سطحه للمرة الأخيرة سنة 1972 يستعدّ للعودة إليه. وقد طلبت الحكومة الأميركية من الناسا التحضير لإرسال رواد إليه في العام 2024.
وتعدّ العودة إلى القمر خطوة لا مفرّ منها تمهيداًَ لمهمات مأهولة نحو وجهات أبعد، على رأسها كوكب المريخ.
وبهذا تدخل الهند لنادي الدول التي نجحت بالصعود للقمر قبل الهند بعقود طويلة من الزمن، والدول الثلاث التي نجحت في جعل مركبات من تصميمها تهبط على سطح القمر هي الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة والصين.
ومشروع «شاندرايان-2» هو ثاني مهمة قمرية للهند التي سبق أن وضعت مسباراً في مدار حول القمر خلال مهمة «شاندرايان-1» قبل 11 عاماً.
وتميّز البرنامج الفضائي الهندي في السنوات الأخيرة بمواءمته بين طموحات كبيرة وتكاليف محدودة، مع نفقات تشغيلية أدنى بكثير من الوكالات الأخرى، فضلاً عن تقدّم متسارع الوتيرة.
https://twitter. com/hashtag/WATCH?src=hash