تتعدد الظواهر الطبيعية حول العالم، ولكن ولربما الظاهرة الأكثر مأساوية هي اكتشاف الحيتان المنتحرة على الشواطئ، ومن المعروف أنّ بعض أنواع الحيتان وخاصةً الحيتان الطيارة (الرّبان)، والحيتان المنقاريّة، والحيتان القاتلة، تجنح نحو المياه الضّحلة أو الشّواطئ، ممّا يؤدّي إلى «الموت»، وقد تكون هذه الظاهرة بحالة «منفردة» أو بحالة «قطيع كامل».
ومؤخراً، اكتشف عدد من السياح حادثة غريبة لـ«انتحار» 50 حوتاً من نوع «الحوت الطيار طويل الزعنفة» على شاطئ بعيد في غرب أيسلندا.
وذكر تقرير نشره موقع الـ «ديلي ميل» يوم الأحد الماضي، فقد تم الإبلاغ عن وجود جثث نحو 50 حوتاً على الشاطئ في شبه جزيرة «Snaefellsnes» في منطقة لونغفيور، أثناء قيام طائرة مروحية كان على متنها مجموعة من السياح في جولة لمشاهدة العالم من السماء.
وقال الطيار ديفيد شوارزانز، إنه ورفاقه قاموا بحساب 50 حوتاً من نوع الحيتان الطيارة طويلة الزعنفة بعضها مدفون تحت الرمال على الشاطئ، ولكن ربما هناك المزيد من جثث الحيتان التي لم يستطيعوا عدها بشكل محدد. وأضاف: «كانت جميع الجثث في مكان واحد، إنه مشهد محزن للغاية».
وبالرغم من أنه لا يعرف تحديداً سبب الحادثة الأليمة، يعتقد أن الحيتان قد سبحت إلى الشاطئ في الوقت نفسه وتوفيت بسبب الجفاف، حيث تشتهر الحيتان بالسباحة في مجموعات تضم أعداداً هائلة، ولكن أسباب خروجها إلى مثل هذه الشواطئ هو أمر غير مفهوم.
ما هو التفسير العلمي لجنوح الحيتان؟
ولا يوجد تفسير علمي دقيق لظاهرة جنوح الحيتان نحو الشاطئ والذي يؤدي إلى موتها، ويعود السبب في ذلك إلى أن جسم الحوت مصمم للعوم والطفو على الماء، فالماء يقلل ضغط كتلة الحوت الكبيرة على أعضائه الداخلية، وعندما يصل الحوت إلى البر لا تتمكن الأعضاء الداخلية من تحمل الضغط الناجم من كتلة الجسم عليها، فتتعرض للجروح الداخلية ما يؤدي إلى موتها، بالإضافة إلى أن وجودها على البر يسبب لها كدمات وجروحاً خارجية.