ما زالت أوروبا تتميز بمحافظتها على تقاليد قديمة لا تندثر، وتُتَنَاقَلُ من جيل لآخر، وغير مسموح للسكان الأصليين فيها بالتخلي عنها، أو التقليل من أهميتها لدى الأجيال السابقة.
ويحافظ أبناء القرى عادة أكثر من أبناء المدن على التقاليد القديمة الأصيلة في كل مناحي حياتهم حتى الترفيهية والقتالية منها على وجه الخصوص.
وفي هذا الوقت من كل عام يجتمع رجال من منطقة سالزبورج النمساوية للمصارعة فوق قمة جبل هوندشتين على ارتفاع أكثر من 2000 متر؛ إحياءً لمنافسات أحد الفنون القتالية القديمة.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تقليد المصارعة (الكلتية)، الذي يعود تاريخه لأكثر من 500 عام على قائمتها للتراث الثقافي لعام 2010، حسب «رويترز»، وصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.
وقال جونتر هيم وهو مصارع مخضرم ”كان هوندشتوا (هوندشتين) في الأصل جبلاً مقدساً لدى الكلتيين الذين هاجروا إلى هنا في القرن الخامس قبل الميلاد. جلبوا الحديد والأدوات والخراف والأبقار معهم، وكذلك رياضة (مصارعة) الرانجلن.
وأضاف أن الفرق بين المصارعة الكلتية والمصارعة بالمعنى المتعارف عليه بسيط قائلاً: ”كان الإغريق والرومان يتصارعون وهم عراة الصدور، أما الكلتيون فكانوا يتصارعون بملابسهم.. وبقي الوضع على ما هو عليه“.
ويُسمح للأطفال بدءاً من سن السادسة بالمشاركة في المنافسات؛ لكن لا يتنافس على الجائزة التي تعرف باسم (هاجموار) إلا من بلغوا سن 19 عاماً على الأقل.
وشارك هذا العام 90 متنافساً، واستعرضوا مهاراتهم في المباريات. وأهم المهارات المطلوبة للتميز في هذه المصارعة هي الإمساك بالخصم بإحكام والوقوف بثبات والكثير من القوة. وفاز باللقب هذا العام كريستوف إيبرل البالغ من العمر 25 عاماً.
وقال إيبرل لرويترز: «إنه شعور لا يُصدق. تعمل لسنوات أملاً في تحقيق هذا النجاح، وعندما يتحقق يصعب عليك التصديق.. إنه شعور رائع».