كوكبنا الأزرق وبيتنا الوحيد، يضم العديد من شركائنا الذين يعيشون معنا على سطحه، وجميع هذه الكائنات الحية، سواء ما يعيش على اليابسة أو في البحر أو في السماء، جميعها غريب بطريقتها الخاصة، وجميلة بالطريقة نفسها كذلك. إلا أن من بينها، ما هو أكثر غرابة من غيرها، كائنات حية تثير تساؤلات عديدة ودهشات كثيرة، وإليكم تالياً أغرب الحيوانات في العالم. حيوانات جمعت بين الجمال والفرادة معاً.
إسفنج «القيثارة آكلة اللحوم»..
معظمنا لم يرَ هذا الكائن البحري الغريب، وإن التقوا به مصادفة – وهذا أمر غاية في الصعوبة- فلن يتخيلوا أبداً أنه «كـائـن حــيّ» من الأساس. إضافة إلى أنه لم يشاهده أي أحد على الإطلاق قبل العام 2000 وقت اكتشافه للمرة الأولى. إنه إسفنج «القيثارة آكلة اللحوم»، الذي اكتشفه فريق علمي من معهد خليج «مونتيري» لبحوث الأحياء المائية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وشوهد على عمق يزيد عن 3.22 كيلومتر تحت سطح البحر. وأطلق العلماء عليه هذا الاسم، لأنه من فصيلة ما يُعرف بـ«المساميات» أو «الإسفنجيات»، ويمتلك بنية جسدية تشبه «القيثارة الموسيقية»، واسمه العلمي هو «تشوندروسلديا ليرا» Chondrocladia lyra.
العقرب الطائر..
العقارب التي تسير على الأرض، تُعتبر مصدر رعب كبيراً لجميع الكائنات الحية، ومن بينها نحن بني البشر، فهي بمظهرها المخيف وذيلها الذي ينتهي بإبرة سامة، قادرة على قتل كائنات حية كثيرة باختلاف أحجامها. فما بالكم بـ«عقرب طائر»؟؟! قد يبدو الأمر مخيفاً عدة أضعاف في بداية الأمر. لكنه حقيقي ويعيش في الحقول جنوب ووسط الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من تسميته هذه، إلا أنه ليس عقرباً بالفعل وليس ساماً، بل من أنواع الفراش، وذيله لا يحتوي على إبرة سامة، ولا يؤذي على الإطلاق، بل هو «عضو تناسلي» بالنسبة إلى الذكور منها، ولا يُستخدم إلا في التكاثر.
الحوت المرقط..
عند رؤية «الحوت المرقط» أو حوت «التمور» لأول مرة، سنظن بأنه مخلوق غير حقيقي، وأنه من صنع القصص الخيالية، وذلك بسبب قرنه الطويل جداً الذي يتفرد به من بين جميع الكائنات البحرية، والذي بالأساس هو عبارة عن نوع من الأنياب يصل طولها لما يزيد عن الـ3 أمتار أحياناً. ويعيش هذا النوع من الحيتان في القطب الشمالي، ويُعرف بأنه لا يغادر مياه القطب على الإطلاق. وهو صياد ماهر للغاية، ويساعده نابه الطويل على صيد فرائسه.
أخطبوط «دامبو»..
حيوان آخر غريب، إلا أن غرابته تكمن بمدى لطافة شكله وحتى سلوكه أيضاً، إنه أخطبوط «دامبو» اللطيف وجميل الشكل كالرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال. الذي يعيش في مختلف محيطات وبحار العالم، ولكون هذا النوع الذي تم اكتشافه أول مرة خلال العام 1999، يعيش على عمق يزيد عن الـ7 آلاف متر، فهو لا يعتبر فريسة سهلة للكائنات البحرية الأخرى، ولذلك حتى وقتنا الحاضر هو من الحيوانات غير المهددة بالانقراض.
أفعى الـ«أناكوندا» العملاقة
نحن لا نتحدث عن أفعى عادية، أو حتى عن أفعى كبيرة الحجم، إننا نتحدث عن أضخم وأكبر أنواع الأفاعي على الإطلاق تحديداً نوع «الأناكوندا الخضراء»، ويصل بعض هذه الأفاعي لأكثر من 10 أمتار، ووزنها قد يزيد عن الـ200 كيلوغرام. مواطنها الأصلية تتوزع بين غابات أستراليا وغابات الأمازون في قارة أميركا الجنوبية. وهي من أشد الأفاعي خطورة، إذ إنها على الرغم من كونها ليست سامة، لكنها قادرة على ابتلاع فرائس ضخمة جداً.. لا أحد يتمنى رؤيتها بكل تأكيد.
قنديل البحر الخالد..
أجل، كما قرأتكم في هذا العنوان الصغير أعلاه، «قنديل البحر الخالد»، المثير للدهشة والحيرة والتساؤلات، أن اسم هذا النوع من القناديل التي تنتمي إلى فصيلة ما يُعرف بـ«توريتوبسيس»، هو وصف حقيقي جداً، فهو لا يموت على الإطلاق، إلا بسبب مؤثر خارجي، حيث اكتشف العلماء قدرات عجيبة لهذا القنديل، وهي أنه يمتلك القدرة على «تـجـديـد خـلايـاه»، إذ إنه بعد أن يصل إلى مرحل «الشيخوخة» من عمره، يعود إلى مرحلة الشباب مرة أخرى، وتظل هذه الدورة مستمرة حتى يقتله مؤثر خارجي غير طبيعي، كأن يتعرض للافتراس مثلاً، أو أن يتم اصطياده وقتله. وغير ذلك فهو مستمر بدورته ولا يموت أبداً.