بعد عاصفة الانتقادات التي وجهت للأمير هاري وميغان ماركل من قبل وسائل الإعلام والمواطنين البريطانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي جراء تكلفة تجديدات منزلهما الملكي «فروغمور كوتيج» البالغة 2.3 مليون جنيه إسترليني، مقتطعة من دافعي الضرائب، أشارت تقارير ملكية وصحافية إلى أنه من المقرر أن تنفق الملكة إليزابيث الثانية «500» ألف جنيه إسترليني من أموالها الخاصة لإصلاح سقف منزلها المصنوع من الرصاص في ساندرينغهام، والذي لم يرمم منذ بنائه في عام 1870.
وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، و«عربي بوست»، إنه جرى تغطية الطرف الشمالي بأكمله من المنزل الريفي المنعزل الخاص بصاحبة الجلالة في نورفولك بالسقالات أثناء إجراء الإصلاحات.
الترميمات السابقة دفعها البريطانيون... فماذا اختلف هذه المرة؟
على عكس أعمال الإصلاح، التي كانت ممولة بمبلغ 2.4 مليون جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب، في قصر فروغمور كوتيج (وهو مكان إقامة دوق ودوقة ساسيكس هاري وميغان في ويندسور) فإن الملكة ستتحمل كامل تكلفة استبدال سقف القصر.
إذ قال توم سكينر، من شركة Pimlico Builders، وهي شركة نفذت أعمالاً مماثلة ولكنها لم تشارك في تجديد قصر ساندرينغهام، إن تجهيز السقف خارج موقع الإنشاء ثم تثبيته قطعة واحدة سيقلل من التكاليف ويحسن الجودة.
وأضاف: «هناك الكثير من أعمال اللحام تتم أثناء إصلاح أسطح الرصاص لذلك هناك مخاطر من اندلاع الحريق».
وتابع: «تصنيع قطعة السقف في بيئة محكومة يتيح توصيل الأجزاء بصورة أفضل وأكثر جمالية لأن البلاط لا ينزلق من حولك».
وضعت لافتة لزوار قصر ساندرينغهام، الذي يُفتح مزاراً للسياح بين أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول)، تعتذر عن عدم السماح بالزيارة.
وجاء في اللافتة: «الأعمال جارية في الطرف الشمالي من قصر ساندرينغهام لإصلاح مساحة كبيرة من السقف الذي لم يرمم منذ عام 1870 عندما بُني المنزل. من الضروري أن ننفذ هذه الأعمال في هذا الوقت من العام عندما يكون الطقس معتدلاً».
وقد اشترى إدوارد السابع، قبل تنصيبه ملكاً، العقار مع الأرض المحيطة به بغرض جعله منزلاً ريفياً له ولخطيبته آنذاك، الأميرة ألكسندرا وهي أميرة دنماركية، وصار بعدها المكان التقليدي الذي تقضي فيه العائلة الملكية وقت احتفالات الكريسماس.
وتأتي هذه الأموال من صندوق المنح السيادية، الذي تقدر قيمته بـ82.2 مليون جنيه إسترليني هذا العام ويتألف من أرباح من محفظة أموال الملكة (أملاك التاج البريطاني)، والتي تُدفع للحكومة.
إذ تدفع نسبة 25٪ من هذه الأرباح إلى الملكة لتمويل صيانة ممتلكاتها، وتأمين نفقات سفرها، وأمنها، وأجور طاقم موظفيها. في حين أن المنحة السيادية ليست أموال دافعي الضرائب، غير أنها تعد أموالاً عامة تخص الدولة.
وقيل إن أموال أعمال التجديد أُنفقت على أنابيب جديدة للمياه، وحجرة لطفلهما آرتشي، وتصاميم المطبخ، وإجراءات الأمن والحراسة المشددة.
تأتي إصلاحات ساندرينغهام بعد أشهر قليلة من تعرض هاري وميغان لوابل من الانتقادات بسبب تجديدات منزل فروغمور كوتيج، التي تكلفت 2.4 مليون جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب.
إذ كان هاري وميغان يعيشان معاً في قصر نوتنغهام في الأراضي التابعة لقصر كنسينغتون بعد أن تمت الخطوبة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017.
وقد مُنح الثنائي الجناح الكبير بالقصر، الذي يضم 21 غرفة، ويلاصق جناح ويليام وكيت. لكنهما فضلا الانتقال إلى قصر فروغمور بعد أنباء عن وقوع خلاف مع الأمير ويليام وزوجته كيت.
وصدقت جلالة الملكة على المبلغ للإصلاحات الضخمة في قصر فروغمور ليكون هدية منها للزوجين، لكنه لا يزال ناقصاً بسبب التكاليف التي من المتوقع أن تزيد إلى 600 ألف جنيه إسترليني بسبب تصميمات الحدائق والمزيد من أعمال الديكور.
هذا، وقال روبرت جوبسون، الخبير بشؤون العائلة الملكية، وهو من كتب السيرة الأعلى مبيعاً عن الأمير تشارلز العام الماضي، لصحيفة: Good Morning Britain» كان من الواجب على (هاري وميغان) أن يستشعرا تلك المشكلة، وكان بإمكانهما تجنبها بالانتقال إلى جوار ويليام وكيت».
وأضاف أن: «العائلة المالكة تدفع ثمن ذلك كله لكن الطريقة التي تم بها التصرف في هذا الأمر ليست حكيمة مطلقاً».
وفي هذه الأثناء، كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية يوم أمس الأحد 4 أغسطس (آب) الجاري، أن الزوجين هاري وميغان، أنفقا 5000 جنيه إسترليني على حوض استحمام نحاسي خاص بغرفة نومهما.
ووفقاً لما كشفته الصحيفة في يونيو (حزيران)، جرى التخطيط لإنشاء ملعب تنس أو كرة الريشة، الذي قد تصل تكلفته إلى 30 ألف جنيه إسترليني، بينما زُرعت مساحات من الأرض بأشجار سريعة النمو لزيادة الخصوصية كلفتهما 20 ألف جنيه إسترليني.
وجاءت فاتورة إجراءات الأمن ضمن أهم العناصر وأكثرها إثارة للجدل في مسألة انتقال الزوجين فقد كانت على رأس فاتورة الإنشاءات، التي قدرت بمبلغ 750 ألف جنيه إسترليني حسب المعلومات التي وردت هذا الأسبوع. وصف النقاد هذا الإنفاق بأنه «تبذير» – لكن أصدقاء هاري وميغان، الذين قيل إنهم وظفوا مصمم الديكور الذي نفذ تصميمات فندق ونادي المشاهير Soho Farmhouse في مقاطعة أوكسفوردشاير، أصروا هذه الأيام على: «أن المبلغ في الحقيقة ليس كبيراً كما قد يعتقد بعض الناس».
انتقد عشاق العائلة المالكة حجم التكلفة على شبكة الإنترنت، ومنها تغريدة تقول: «يجب ألا يسدد دافعوا الضرائب تكاليف تجديد منزل هاري وميغان. إنهم يستغلون أموالنا».
فيما قال جراهام سميث، من مجموعة حملة الجمهورية التي تريد إلغاء الملكية، «إذا كانت هناك مدرسة أو مستشفى يواجه نقصاً في مخصصاته، فلا يمكننا تبرير إنفاق بنس واحد على أفراد العائلة المالكة. ولكن مع كل الخدمات العامة التي تعاني ظروفاً مالية شديدة، فإننا ننفق 2.4 مليون جنيه إسترليني على منزل جديد لهاري.
كما انتقد وزير النقل السابق اللورد أدونيس ارتفاع الإنفاق الملكي، بعد نشر الحسابات المالية للملكة.
وقال زميل له من حزب العمال: «من المخيب للآمال أن نرى الإنفاق الملكي يزداد زيادة حادة في الوقت الذي يتم فيه خفض ميزانيات المدارس ويظل التقشف هو القاعدة لمعظم الخدمات العامة».
وأضاف: «أنا معجب بالملكة، لكن يجب على العائلة المالكة أن تكون قدوة وألا يفعلوا ذلك في حالة الإنفاق الذي تموله الدولة».