تعتبر فريضة الحج هي الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد أمرنا الله أن نؤديها ولو مرة واحدة بالعمر، ويتوافد الناس من شتى أصقاع الأرض إلى بيت الله الحرام من أجل أداء مناسك وفريضة الحج والوقوف بجبل عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام.
وتتوارد الكثير من الأسئلة الخاصة بالحج ومسمياته ومنها عبارة الحج الأصغر؟ والحج الأكبر، فما هو يا ترى الفرق بينهما وعلى ماذا يدل ويشير كل اسم منهما لنتعرف سوياً من خلال السطور التالية عليهما.
الراجح هو العمرة
ورد في العديد من الآثار التفريق بين لفظتي الحج الأكبر والأصغر، حيث يقول الحافظ بن حجر: «واختُلِفَ في المُرادِ بالحجِّ الأصغر، فالجُمهور على أنَّه العُمرة وقيل الحجُّ الأصغر يوم عرفة والحجُّ الأكبر يوم النَّحر، لأنَّ فيه تكتملُ بقية المناسِك»، أي إنَّ الراجح إنَ الحج الأصغر هو العمرة، وقد جاء في الحديث عنِ ابنِ مسعودٍ قالَ: «أُمرتُم بإقامةِ أربعٍ: إقامةِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وأقيموا الحجَّ، والعمرةَ إلى البيتِ، والحجُّ الحجُّ الأكبرُ، والعمرةُ الحجُّ الأصغر».
الحج الأكبر
وعن لفظة الحج الأكبر فقد قال الفقهاء وأجمعوا على أنه هو الحج المذكور في الآيات التالية: (... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ). وفي قوله تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وعلى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
فضل الحج الأصغر «العمرة»
لتأدية مناسك العمرة فضائل كثيرة نذكر منها
- استجابة الدعاء: لحديث النبي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: (الحُجَّاجُ والعُمَّارُ وفْدُ اللهِ، دعاهُمْ فَأَجَابُوهُ، سَأَلوهُ فَأعطاهُمْ).
- تكفير الذنوب: لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: (العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ).
- بركة وسعة للمسلم: كما روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: (تابِعوا بين الحجِّ والعمرةِ فإنهما يَنفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ وليس للحجِّ المبرورِ ثوابٌ إلا الجنَّةَ).