سمحت السعودية للمرة الأولى للمرأة بالسفر من دون الحاجة إلى موافقة ولي الأمر، ومنحت النساء المزيد من الحقوق فيما يتعلق بالأسرة في عدة جوانب، تواصلت سيدتي مع عدد من الكاتبات السعوديات فماذا قلن؟
مصلحة المرأة
أكدت لمياء البراهيم، استشارية طب الأسرة ومستشارة الجودة وسلامة المرضى والكاتبة، أنها لم تتفاجأ أبداً بهذه القرارات، مبينةً أنها تأتي في سياق سعي الدولة إلى تمكين المرأة عبر تعديل الأنظمة والإجراءات لصالحها، ومنحها كل حقوقها، وقالت: «السماح للمرأة بإصدار جواز سفرها، ومنحها الولاية على القصَّر واليتامى، وتمكينها من استخراج سجل الأسرة، وغير ذلك من الحقوق، يصب في صالح المرأة السعودية التي وعدها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإصلاحات شاملة، تحسِّن من وضعها، امتداداً لسياسة والده الملك سلمان، حفظه الله، وأعمامه الملوك وجده المؤسِّس، رحمهم الله، وأرى أن هذه القرارات ما هي إلا البداية لأخرى، ستزيد من مشاركة المرأة في تنمية وطنها، انطلاقاً من ثقة قيادتنا الرشيدة بقدراتها وما تمتلكه من إمكانات».
إعادة التوازن
الدكتورة زينب الخضيري، الكاتبة والأديبة ورئيس مبادرة برنامج التفرغ الثقافي، شكرت القيادة السعودية على كل ما تقدمه للوطن عامةً، والمرأة بشكل خاص، قائلةً: «أتقدم بجزيل الشكر للملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هذه القرارات التي تهدف إلى منح المواطنات السعوديات الحق في استصدار جواز سفر دون موافقة أولياء أمورهن، ويعد هذا إعادة التوازن إلى وضع المرأة بعد زمن طويل، مُنعت فيه من ممارسة حقها الطبيعي في إدارة شؤون نفسها وحياتها، وفي رأيي، ستسهم هذه القرارات في خلق توازن في الأسرة والمجتمع، وتساوي بين المواطنين والمواطنات، وتعزز تمكين المرأة، وتمنحها القوة والثقة لممارسة حياتها ونشاطاتها، والانخراط في سوق العمل، والإسهام في دعم الاقتصاد الوطني. ويمثِّل فرصة للنساء لشغل مناصب عليا في الحكومة، وقد تمت الموافقة على هذه اللوائح في سياق جهود السعودية لتعزيز حقوق المرأة وتمكينها ومساواتها مع الرجل.
يبقى الرجل مسؤولاً
الأديبة نوال السروجي، كان لها رأي مختلف؛ إذ شددت على أن هذه القرارات يجب أن تُفهم بالطريقة الصحيحة، وقالت: «إسقاط الولاية لا يعني أن تفعل المرأة كل ما يحلو لها؛ لأن الرجل يمثل العمود الفقري في الأسرة، دون أن أنسى هنا نساءً مظلومات من أخ، أو زوج، لكنَّ إسقاط الولاية لا يعني السفر لمجرد السفر فقط. المرأة العاقلة ستعرف المقصود من هذا القرار، وبالتأكيد لا يُقصد به السفر من أجل المتعة والسياحة فقط، ويجب أن نعرف أن الحفاظ على الأسرة وكيانها أمر مهم لأي رجل حتى في الدول الغربية التي يقال إنها دول متحررة؛ إذ إن الأسر فيها لها قيمها ومبادئها وخطوطها الحمراء، ولا تخالف فيها المرأة كلمة رجل الأسرة، خاصةً أنه المسؤول أمام الله عن أهل بيته».
لا إهانات بعد اليوم
أما تركية العمري، الكاتبة والمترجمة، فشكرت كل مَن أسهم في صدور هذه القرارات التي أنهت معاناة المرأة، وقالت: «هذه القرارات أعدها قرارات تاريخية وذهبية؛ لأنها انتصرت للمرأة السعودية التي ظُلمت عقوداً طويلة، ومنحتها كرامتها بعد أن عانت طويلاً تحت سلطة ذكر جائر، منعها من أبسط حقوقها، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها حققت كثيراً من النجاحات، واعتلت المنابر في الداخل والخارج، وشاركت في تنمية المجتمع، لكنَّ الأنظمة القديمة حرمتها من الشعور بطعم هذه النجاحات، فشكراً من القلب للملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان اللذين كرَّما المرأة السعودية، وشكراً لهما لرفعهما الظلم عنا، وشعورهما بنا، وإنصاتهما إلى كل الأصوات النسائية التي طالبت بهذه الحقوق، كما أشكر كل رجل دعم حقوق المرأة، ورفع صوته عالياً لتنالها. من اليوم لن تبكي المرأة السعودية، لن تضطهد، لن تهان، لن تشعر بالدونية التي كانت تلاحقها، ولا الانكسار، لن تعذب، وهنيئاً لنا جميعاً بهذه القرارات التي طوت آخر صفحة من سجل إهانة المرأة السعودية».