في مشهد مؤلم وحزين يجسد معاناة سيدة سبعينية، وهي تتردد على مستشفيات قصر العيني ومعهد ناصر والمنيرة تبحث عن ابنتها وأسرتها بين المصابين؛ لكنها فوجئت بأن جميع أفراد الأسرة الأربع في عداد الموتي، وعثرت على جثامين زوج ابنتها وطفلتيه في ثلاجة مستشفى قصر العيني وسط العاصمة القاهرة، ولا تزال تواصل البحث عن جثة ابنتها بين الجثث والأشلاء داخل مشرحة زينهم.
حالة الحزن التي أصابت تلك السيدة العجوز لا تصفها الكلمات، فرصدتها «سيدتي» أمام مشرحة زينهم والدموع تسيل من عينيها وتصرح بحرقة وتقول: «بنتي مش لاقياها نفسي حد يقول لي أدور عليها فين».
وتحكي أم مروة مأساتها أنها منذ وقوع الحادثة تتنقل بين المستشفيات التى استقبلت المصابين ومشرحة زينهم التي تم نقل جثث ضحايا الحادث إليها على أمل إيجاد جثة ابنتها، على حد قولها: «اتعرفت على عيالها وجوزها في المستشفى بس ماكنتش معاهم، ولما قالوا لي في المشرحة فيه ناس لم يتعرفوا عليهم جيت اشوفها»، موضحة أنها قامت بإجراء تحليل dna للتأكد من وجود جثة ابنتها من بينهم.
وتضيف السيدة السبعينية بنبرة حزينة وعين تملؤها الدموع: «راضية بقضاء ربنا واحتسبتها عند ربنا شهيدة بس ألاقيها، وأدفنها بنفسي جنب عيالها عشان قلبي يطمن».
وأعلنت وزارة الداخلية عن أن أعمال فحص آثار الحادث أثبتت وجود كمية من المتفجرات بالسيارة المتسببة في الحادث، وأنها كانت تسير عكس الاتجاه.
وتوصلت الشرطة إلى تحديد السيارة المتسببة في الحادث وتحديد خط سيرها، حيث تبين أنها إحدى السيارات المبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر. وأشار الفحص الفني إلى أن السيارة كان بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى انفجارها، كما تشير التقديرات، إلى أن السيارة كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية.
وأفادت التحريات المبدئية وجمع المعلومات إلى وقوف حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة؛ استعدادًا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.