الأضحية شعيرة إسلامية تضافرت الأدلة على شرعيتها، وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في فعلها، وقال: "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنها لتأتي - أي الأضحية - يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظفارها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفساً، فهي من أعظم القربات والعبادات في الإسلام.
والقربات منها ما هو محدد بأوقات معينة مثل الأضحية، فوقتها محدد بكونه بعد صلاة عيد الأضحى. وحول وقت ذبح الأضحية يقول الشيخ الدكتور محمد محمود حمودة مدير عام شؤون القرآن بالأزهر: إن وقت ذبح الأضحية يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى ، وينتهي بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، أي أن أيام الذبح أربعة: يوم عيد الأضحى وثلاثة أيام بعده، و يوم العيد يكون فيه ذبح الأضحية بعد صلاة العيد، ومن ذبح قبل فراغ صلاة العيد، أو بعد غروب الشمس يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة لم تصح أضحيته لما روى الامام البخاري عن البراء بن عازب أن النبي مصلى الله عليه وسلم قال: "من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله وليس من النسك في شيء".
ويضيف الدكتور محمد محمود حمودة قائلا: لكن من الأفضل أن يبادر صاحب الأضحية بالذبح بعد صلاة العيد، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يكون أول ما يأكل يوم العيد من أضحيته.
ويؤكد أنه يجوز ذبح الأضحية في الوقت ليلاً ونهاراً في أيام التشريق، وهي أيام النحر، وهي أيام رجم الجمار بالنسبة للحجاج، وهي أيام ذكر لله عز وجل، وأكل وشرب، والذبح في النهار أولى، ويوم العيد أفضل، وكل يوم أفضل مما يليه، لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير.
ويختتم الدكتور محمد محمود حمودة، حديثه قائلاً إنه يجب الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأ بالذبح بعد صلاة العيد، فصلى العيد ثم ذبح، وقال صلى الله عليه وسلم:" من صلى صلاتنا ونسك بنسكنا فقد أصاب النسك، ومن ذبح قبل الصلاة فلا ذبح له" فالسنة والواجب أن تكون الأضحية بعد أداء المسلمين لصلاة عيد الأضحى، إذا كان الإنسان في البلد أو الحضر، أما إذا كان الانسان مقيما في الصحراء كالبادية فإن أهل البادية يذبحون بعد ارتفاع الشمس، إذا ارتفعت الشمس ومضى شيء بعد ارتفاعها مقدار أداء وقت الصلاة، فإنهم يذبحون ذاك الوقت، ويذبحون بعد ارتفاع الشمس ومضي قليل من الوقت بقدر الصلاة يذبحون، لأنهم لا صلاة عندهم، مضيفاً أن أهل البادية والمسافرون ليس لهم صلاة عيد، وليس عليهم صلاة عيد، فيذبحون بعد ارتفاع الشمس.