استيقظ المغاربة على خبر مفجع من خلال فيديو يوثق لمشهد احتراق الطفلة هبة، ذات الأربع سنوات، سرى الفيديو سريان النار في الهشيم بين ساخط و غاضب و متقزز، كيف التهمت النار طفلة بريئة كانت تمد رجلها من شباك نافذة البيت وهي ترقب المارة في الشارع.
لعب القدر لعبته ووقع على حين غرة الحادث، بسبب شاحن كهربائي تسبب في إشعال النيران بالغرفة، الأم التي كانت نفساء حملت رضيعتها وانطلقت إلى الخارج، متغافلة طفلتها هبة التي كانت في طلتها الاعتيادية على الشارع ترقب المارة.
حدث ذلك في بلدة صغيرة تدعى علال البحراوي القريبة من العاصمة الرباط، تناسلت الأقاويل عن الحادثة المروعة فمن اتهم الوقاية المدنية بعدم الحضور في الوقت المناسب وبغياب الوسائل الفعالة لإنقاذ طفلة أكلتها النيران من دون أن يتمكن أحد من إنقاذها، لكن جمهور المتفرجين على المأساة صوروها ورموا بالفيديو في اليوتيوب الذي تلقفه رواد مواقع التواصل الاجتماعي ليشعل فتيل التنديد لأنه عمل لا إنساني، ويجب أن يظل حبيس السلطات المختصة أو المعنيين لمعرفة ملابسات ما حدث.
في نفس الوقت وصفت التعليقات ما حدث بالإهمال و التقصير من رجال الاطفاء للتدخل السريع لإنقاذ الطفلة بل و حتى تقصير من الناس.
هذا السخط العارم دفع سكان البلدة إلى تنظيم وقفة احتجاجية لدى مصالح الوقاية المدنية حيث اتهم السكان المسؤولين بعدم التدخل السريع لرجال المطافئ لإنقاذ الطفلة، الأمر الذي جعل سلطات البلدة تصدر بيانا تعلن فيه أن التدخل كان سريعا، لكن النيران كانت أكبر من السيطرة وبأن الشباك الحديدي حال دون عملية الإنقاذ، حيث لفظت هبة أنفاسها في المستشفى.
تصوير المآسي
تركت هبة أم وأب مكلومين مصدومين الذين تلقوا التعازي من كل المغاربة، ولازال رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعزون الأبوين ويفتحون نقاشا عن جريمة أخرى هي تصوير المآسي الإنسانية والتفرج عليها بقلب بارد، متسائلين عن حرمة الإنسان الذي أصبح ضحية مستعملي وسائل التكنولوجيا والهواتف الذكية التي لا تملك قلبا.