أثارت حادثة انتحار تاجر القاصرات، الملياردير الأمريكي جيفري أيبستاين الأوساط الأمنية والإعلامية على حد سواء، لخصوصية زنزانته، والحراسة الأمنية المشددة عليه،وكانت هناك شكوك بأنّ زميله في الزنزانة قام بقتله في بداية التحقيقات ،حتى كشفت صحيفة «ذا صن» البريطانية، ونقل عنها «سكاي نيوز»، الطريقة التي لجأ إليها الملياردير جيفري حتى يقدم على الانتحار، داخل سجن يخضع للحراسة المشددة في مدينة نيويورك.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مصدر في السلطات الأمريكية فإن جيفري إيبستاين ،وهو صديق قديم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قام بتحويل غطاء السرير إلى ما يشبه حبلا، ثم شنق نفسه.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن إيبستاين الذي يصل طوله إلى 1.82 متر، ولم يكن بوسعه أن يعلق حبلا في السقف، قام بلف العقدة من الغطاء، ثم ربط جزءًا منه بمكان مرتفع من سرير السجن.
وبعدما لف العقدة حول رقبته، انحنى إيبستاين إلى الأرض، ولم يجر العثور عليه إلا وهو فاقد للوعي بشكل كامل، بعد مرور ساعات، وحينها، لم تنفع محاولات إسعافه.
وجرى اعتقال إيبستاين، البالغ 66 عاما، بتهم الاستغلال الجنسي لقاصرات والتورط في عصابة إجرامية، وحاول قبل أسبوعين فقط، أن ينتحر، لكن تم إنقاذه بتدخل طبي، وجرى وضعه منذ ذلك الحين تحت رقابة مشددة.
وقبل يوم من إقدامه على الانتحار، قضى إيبستاين ساعات طويلة مع محاميه، وتمت الموافقة على إعفائه من إجراء يعرف بـ«مراقبة الانتحار».
وتلجأ السجون الأمريكية إلى إخضاع بعض النزلاء لمراقبة مستمرة على مدار الساعة، حين يكون ثمة احتمال كبير لأن يقدموا على الانتحار، ويجري تفقدهم بشكل مباشر ومتابعتهم بالكاميرا على نحو منتظم.
في غضون ذلك، وجهت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي، طلبا إلى مكتب السجون الفيدرالي في الولايات المتحدة لأجل تقديم توضيحات بشأن الانتحار الغامض.
وطلبت اللجنة جوابا بشأن إعفاء المتهم الخطير من إجراء «مراقبة الانتحار»، على الرغم من محاولته السابقة، وأضافت أن رحيل إيبستاين أربك إحقاق العدالة في الملف البارز.
وكان سجن في منطقة مانهاتن بنيويورك قد فرض مراقبة الكاميرا المكثفة على إيبستاين عقب محاولة انتحار فاشلة قبل أسبوعين.
في غضون ذلك، ينفي ترامب أن يكون إيبستاين صديقا له رغم وجود صور مشتركة بينهما، ونشر تغريدة مثيرة يلمح فيها إلى مسؤولية الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، فيما حدث.
كما كان إيبستاين متهما، قبل 10 سنوات، بالاستعانة بخدمات غير مشروعة لعشرات القاصرات في منزله في ولاية فلوريدا، وحكم عليه عام 2008 بالسجن 18 شهرا.
وحصل على هذا الحكم المخفف، بعدما توصل لاتفاق مثير للجدل بشأن عقوبته، التي كادت أن تصل إلى السجن مدى الحياة.
لكنه أبرم اتفاقا مع المدعي العام في فلوريدا وقتها ألكسندر أكوستا، الذي بات اليوم وزير العمل في عهد ترامب، وأقر في الاتفاق بذنبه في الاستعانة بخدمات قاصرات، مما سمح له بتقصير عقوبته إلى 13 شهرا، والاستفادة من تسهيلات.
وسلطت هذه القضية الضوء على العلاقات الوطيدة التي يقيمها جيفري إيبستاين مع كبار السياسيين، من بينهم ترامب، والرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون، والأمير أندرو، ابن الملكة إليزابيث الثانية.