بعد اليوم، وعقب اتخاذ هذا القرار، لن تخاف أي سيدة متزوجة في مدينة «دار السلام»، التنزانية من «خيانة» زوجها لها، ولن تخاف أي امرأة عزباء من الارتباط برجل متزوج ويخفي هذا الأمر عنها، ولن تعيش أزمات عاطفية. وذلك بعد القرار المثير للجدل الذي تدرس حكومة المدينة إصداره قريباً، والذي سيعمل على نشر أسماء وهويات جميع الرجال المتزوجين في المدينة، في محاولة لحماية النساء هناك من التعرض لأزمات عاطفية ومشاكل أخرى.
ووفقاً لما نشره موقع صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية بنسختها الناطقة بالعربية، فإن من طرح هذا الاقتراح هو «بول ماكوندا»، المفوض الإقليمي لمدينة «دار السلام»، أكبر مُدن جمهورية تنزانيا شرق وسط القارة الأفريقية، حيث سيسمح هذا القرار –حال الموافقة عليه وإصداره رسمياً- لجميع النساء التنزانيات بالدخول إلى قاعدة بيانات عمومية ضخمة سوف تعمل الحكومة المحلية على إنشائها ونشرها عبر الإنترنت، والبحث فيها عن أسماء الرجال المتزوجين في مناطقهم مرفقة مع صورهم وجميع المعلومات اللازمة الخاصة بهم.
وبحسب ما نقلته صحيفة «ذي سيتيزن» التنزانية، أن المفوض الإقليمي لمدينة «دار السلام»، أوضح يوم الإثنين الماضي 12 آب/أغسطس، أنه كان قد تلقى شكاوى عديدة من نساء وفتيات المدينة كن قد وعدن بالزواج ثم تم التخلي عنهن من الرجال. وصرح «ماكوندا» قائلاً: «لقد تعرضت النساء والشابات التنزانيات في المدينة إلى الكثير من الخداع، ولا يزال هذا الخداع والكذب يتكرر دائماً. وأعتقد أنه يكفيهن ما تحملنه سابقاً، الرجال يعدون النساء بالزواج لكنهم يتركونهن بعد ذلك وحيدات ومخذولات بعد أن ينجحوا في استغلالهن». وأضاف: «أنه أمر مُهين».
وتابع «ماكوندا» أيضاً: «الرجال يخدعون النساء ويرحلون، وبعدها تعيش النساء مفطورات القلب ومكسورات بأزمات عاطفية عديدة. بعضهن كان قد تخلى عن كل شيء لأجل الحب ثم وجدن الخذلان في طريقهن بعد أن كن يأملن بالزواج والاستقرار، لكنهن اكتشفن أن هؤلاء الرجال كانوا مستغلين وغير صادقين».
ووفقاً لوسائل الإعلام التنزانية نقلاً عن «ماكوندا»، فإن قاعدة البيانات التي ستوفرها الحكومة المحلية في المدينة، سوف تتضمن أسماء وهويات جميع الرجال المتزوجين ضمن أنواع الزيجات الإسلامية والمسيحية والعرفية. وعلى الرغم من أن هذا الاقتراح جعل النساء سعيدات في تنزانيا، لكنه أثار استياء العديد من الرجال، وطالبوا وضع قاعدة بيانات أخرى خاصة بالنساء لحماية الرجال أنفسهم من الاستغلال.