هم جنود مجهولون، يحملون أرواحهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى بين أيديهم لإنقاذ أرواح أخرى. يعرفون أن هذه المناطق تحمل في كل شارع وزقاق فيها رائحة الموت إلا أنهم يذهبون إليها بكامل إرادتهم وإنسانيتهم لأنهم يحبون الحياة، ويريدون للأرواح البريئة أن تنجو من الخراب. إنهم عُمال الإغاثة في مناطق النزاع، الذين تكريماً لهم تم الإعلان عن اليوم العالمي للعمل الإنساني للإحتفال بهم في كل عام. وكانت منظمة الأمم المتحدة، قد اختارت تاريخ 19 آب/أغسطس من كل عام للإحتفال بهذا اليوم، كونه ذكرى الهجوم الإرهابي الذي وقع في العام 2003 على مقر الأمم المتحدة في العاصمة العرافية بغداد، وأسفر عن عشرات الضحايا والمصابين حينها.
المرأة في العمل الإنساني .. شعار العام 2019
بالإضافة إلى عمال الإغاثة في مناطق النزاع، يهدف اليوم العالمي للعمل الإنساني إلى حشد الدعم للمتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم. في هذا العام اختارت المنظمة الأممية شعاراً لحملة تطلق في هذا اليوم جاء تحت عنوان "المرأة في العمل الإنساني"، وأطلقت الأمم المتحدة وسماً هو #WomenHumanitarians.
وعبر صفحتها الخاصة بهذه المناسبة، أوضحت الأمم المتحدة أنه في هذا العام 2019، يتم الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، تكريماً للنساء العاملات في طواقم الإغاثة الإنسانية. حيث سيتم التركيز على الأبطال المجهولين ممن عملوا منذ أمد طويل على خطوط المواجهة الخطرة في مجتمعاتهم. بالإضافة إلى الذين يعملون في بعض من أصعب المناخات والتضاريس. وأضافت المنظمة الأممية، أننا اليوم نستذكر عطاء النساء ممن عالجن جرحى الحرب في مناطق النزاع المختلفة، وساهمن في تخفيف معاناة انعدام الأمن الغذائي في تلك المناطق، وساعدن من فقدوا منازلهم وسبل عيشهم في أماكن كثيرة حول العالم.
المرأة أول من يستجيب للمساعدة
وتابعت الأمم المتحدة، أن النساء يُشكلن عدداً كبيراً جداً من العاملين في مجال الإغاثة، وأنهن يخاطرن بحياتهم لإنقاذ الآخرين. وغالباً ما تكون النساء أول من يستجيب للمساعدة، وآخر من يغادر الميدان. وأكدت المنظمة أننا في الوقت الحاضر بحاجة ماسّة إلى النساء في المجال الإنساني أكثر من أي وقت مضى لتعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية لجميع الفئات. ودعت قادة العالم والجهات الفاعلة أن تضمن لهم ولجميع العاملين في المجال الإنساني الحماية المكفولة بموجب القانون الدولي.
هذا ما حدث قبل 16 عاماً
ووفقاً للمنظمة الأممية، فإنه بتاريخ 19 آب/أغسطس 2003، شنّ أعداء الإنسانية هجوماً إرهابياً على مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد، أسفر عن مقتل 22 شخصاً من جنسيات مختلفة. وأشارت إلى أنه كان من بين القتلى "سيرجيو فييرا دي ميلو"، كبير ممثلي الأمم المتحدة في العراق خلال ذلك الحين.
وبعد مرور 5 سنوات على هذا الهجوم الإرهابي، اتخذت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، قراراً يحدد يوم 19 آب/أغسطس "يوماً عالمياً للعمل الإنساني". وفي كل عام منذ ذلك الحين، ينظم المجتمع الإنساني حملات عالمية للاحتفال بذكري اليوم العالمي للعمل الإنساني، والدعوة إلى سلامة العاملين في مجال المساعدة الإنسانية وأمنهم، وبقاء المتضررين من الأزمات ورفاههم.