توفيت حاجة تونسية ليلة الأحد الماضي بعد وفاة زوجها بساعات بالبقاع المقدسة، فلم تكد الزوجة الراحلة تنهي مراسم تقبل عزاء زوجها البالغ من العمر حوالي 89 سنة، حتّى توفيت زوجته التي كانت ترافقه لأداء مناسك الحجّ.
وأعلنت بعثة شؤون حجّاج تونس عن وفاة حاجة تونسية أصيلة مدينة جربة التابعة لمحافظة مدنين (جنوب تونس) ومن مواليد سنة 1950 وذلك فجر الأحد 18 أغسطس 2019.
وأضافت بعثة شؤون الحجيج، حسب بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الدينية التونسيّة، أنّه «من أقدار الله أنّ هذه الحاجة وافتها المنيّة في نفس اليوم الذي توفّي فيه زوجها أي ساعات قليلة بعد تقبّلها التعازي من المتواجدين معها في النزل ومن أفراد البعثة ومن عائلتها بتونس». وقالت الملحقة الصحفية لبعثة الحجيج التونسيين في تدوينة لها على صفحة الفايسبوك «البارحة عشت حادثة غريبة ومؤثرة.. توفي حاج تونسي في الفجر ونحن في البقاع المقدسة وكانت زوجته معه.. وذهبت أنا وزملائي لنعزيها والسؤال عنها في مصابها. كانت قوية جداً ومتقبلة للموقف إلى حد استغرابنا من الأمر، أعطيتها هاتفي ليطمئن عليها أفراد عائلتها من جربة وليسألوا عنها ويعزوها، وفي الليل أعلمني زميلي أن الحاجة الأرملة تشعر بتعب وأن الأطباء معها. ذهبت بسرعة لأزورها وأكون معها.. ولكن رغم المحاولات المستميتة لبعض الأطباء التونسيين والسعوديين رفض قلبها أن يعود للحياة.. كانت فقط تسبح حسب مرافقاتها في الغرفة. يبدو أنها من شدة حزنها على زوجها وتقبلها الأمر دون ردة فعل وكتمان جعلها تموت كمداً عليه».
وقد لاقت الحادثة موجة تعاطف كبيرة من التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا في الحادثة دليلاً على العلاقة الطيّبة وحسن المعشر اللذين ربطا الزوجين حتّى أنّ الأقدار شاءت أن يرحلا في ذات اليوم وفي نفس المكان.
ومنذ بداية موسم الحج، تم تسجيل 4 حالات وفاة في صفوف وفد الحجيج التونسيين المقدر هذا العام بـ11 ألف تتراوح أعمارهم بين 24 عاماً و93 عاماً.