بحضور ما يزيد على الـ50 ألف مواطن شيشاني، افتتح رمضان أحمدوفيتش قديروف، رئيس جمهورية الشيشان، مسجد «فخر المسلمين»، التحفة المعمارية الهندسية، والذي يعتبر أكبر مسجد في القارة الأوروبية على الإطلاق، وكان ذلك بحضور وفد من المملكة العربية السعودية، ترأسه الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة، وذلك في مدينة شـالـي في جمهورية الشيشان، يوم الجمعة الماضية 23 آب/أغسطس 2019.
وكان من بين الحضور أيضاً، الدكتور سعد بن ناصر الشثري، المستشار بالديوان الملكي السعودي، والدكتور يوسف بن محمد بن سعيد، نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى جانب عدد من وكلاء وزارة الشؤون الإسلامية، وحضور جمع كبير من القيادات الإسلامية من مختلف دول العالم.
وأعلن الرئيس الشيشاني رمضان أحمدوفيتش قديروف، خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح جامع «فخر المسلمين» تغيير اسم المسجد من فخر المسلمين إلى مسجد «خاتم المرسلين»، وذلك حُبًّا للنبي الكريم ـــ صلى الله عليه وسلم ــ. كما قام قديروف بحمد الله على تمام البناء مؤملاً أن يكون نواة خير وبركة، ومشعلاً لنشر قيم الإسلام وتعاليمه السمحة.
ومن جانبه، ألقى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، كلمة المملكة العربية السعودية، نقل في مستهلها سلام وتحيات قيادة وشعب السعودية. وعبّر عن رجائه أن يكون هذا المسجد منارة هدى وحق، وانطلاقاً لنشر الاعتدال والوسطية، وأن يقوم على نشرها ومكافحة الغلو والتطرف، ونشر الرحمة والمحبة بين شعوب الأرض. كما تطرق إلى بيان فضل عمارة المساجد مقدمًا هدية من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، هي قطعتان من ستار الكعبة المشرفة إهداء لفخامة الرئيس لوضعها في هذا المسجد الطاهر الذي سيكون منارة هدى وإصلاح في قارة أوروبا.
ومن الجدير بالذكر، أن جامع «خاتم المرسلين»، الذي كان اسمه «فخر المسلمين»، يشغل مساحة تقارب الـ 9700 متر مربع، كما أن لديه القدرة على استيعاب ما يزيد عن الـ20 ألف مصل داخله، و100 ألف آخرين خارج مبنى الجامع. وكان قد شُيّد إلى جانبه 4 أبنية خاصة لأماكن الطهارة والوضوء، بالإضافة إلى مساحات خضراء حوله تقدر بـ15 ألف متر مربع.
وجامع «خاتم المرسلين»، المبني على طراز البوابات الأربع المتناظرة التي یقابل بعضھا بعضاً. صممه المهندس عبدالقھار تردایف من أوزباكستان. وكان المهندس قد وزع كل واحدة من المآذن الأربعة بشكل مستقل في زواية المسجد، وكل واحدة منها على ارتفاع 63 متراً عن الأرض. كما أن القاعة الرئیسیة في الطابق الأرضي تتداخل مع القباب بشكل هندسي ساحر، إلى جانب وجود ثمانیة أقواس داعمة للقباب متقاطعة فیما بینھا في حرم المسجد. كما يبلغ ارتفاع المسجد 11.45 متراً، ويصل ارتفاع القبة الرئيسية حتى 41 متراً، وقطرھا 23 متراً. ويُشار إلى أن أعمال البناء كانت قد بدأت في الثاني من كانون الأول/دیسمبر 2012، وتم استخدام ما يزيد عن ال، 6500 طن من رخام التاسوس الأبيض القادم من اليونان.