تحولت امرأة اسكتلندية إلى حديث مختلف وسائل الإعلام العالمية خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن تم الكشف عن حالة صحية نادرة مصابة بها، تجعلها تسمع أصوات كل ما يحدث داخل جسدها، مثل ضخ وجريان الدم في عروقها، وتحرك عينيها في مكانهما داخل رأسها. الأمر الذي جعل الكثيرين يصفونها بأنها «المرأة التي لا تسمع الصمت التام على الإطلاق».
ونقلاً عن صحيفة «ميرور» البريطانية، ذكرت العديد من وسائل الإعلام، بأن السيدة الأسكتلندية «جيما كيرنز»، البالغة من العمر 32 عاماً. تعيش في حالة من الضوضاء المستمرة بسبب حالتها الطبية النادرة، حيث كانت جيما في بداية الأمر، تخشى بأن يعتقد الأطباء بأنها مجنونة وغير سوية عقلياً إن أخبرتهم بشأن حالتها، وبأنها تستطيع سماع الأصوات الصادرة من داخل جسدها.
وبحسب السيدة الأسكتلندية، أنها كانت تظن حالتها طبيعية حتى أخبرتها والدتها عندما كانت بعمر 18 عاماً بعكس ذلك. وخلال السنوات الـ14 التالية، ظلت تحاول البحث عن تشخيص طبي لحالتها ولكن دون جدوى. حتى أن بعض الأطباء أخبروها أنها مصابة بحالة نادرة وغير معروفة. ورغم وصفهم للعديد من العلاجات لها مثل انسداد الأذن ومشكلات الأنف، إلا أن لا شيء كان يفلح في تخفيف الضوضاء من رأسها، ومنعها من سماع تلك الأصوات.
وتابعت «ميرور»، أن جيما التي تعيش في مدينة «غلاسكو» في أسكتلندا، قررت في نهاية الأمر أن تتعايش مع حالتها بأي شكل من الأشكال. حتى جاء العام 2016، وأخبرتها إحدى الطبيبات الإخصائيات، أنها تعاني من فشل في «القناة الهلالية»، أي أن جزءاً من العظم الصدغي في كل من قنوات أذنيها غير موجود، وهو الأمر الذي يؤثر على توازنها بشكل عام، وعلى سمعها تحديداً.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن جيما كانت قد خضعت لجراحة في أذنها اليُمنى خلال العام الماضي 2018، وأنها تتحضر لإجراء عملية أخرى في أذنها اليُسرى خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم 2019. حيث تأمل بأن تعالج حالتها بعد العملية الثانية، وأن لا تتمكن من سماع هذه الأصوات التي ترافقها بشكل دائم ومستمر في كل لحظة مرة أخرى. وفي تصريح لجيما قالت فيه: «لم أسمع ولو ليوم واحد في حياتي الصمت التام. لقد عشت حالة من الضوضاء والضجيج في كل لحظة».
وأضافت الأم الأسكتلندية قائلة: «تخيلوا بأنني أستطيع سماع صوت عيني وهما تتحركان في رأسي، وأسمع دمي وهو يجري في عروقي بشكل مستمر. وعندما أقول لشخص ما أنه يمكنني سماع صوت عيني تتحركان، يسألني عما يبدو عليه الأمر وأحاول أن أفكر في أشياء كثيرة لوصف ما يحدث، لكن لا يمكنني أن أخبرهم بذلك، يبدو الأمر كأنه ضجيج دائم».