مات أكثر من 500 مليون نحلة في البرازيل في الأشهر الثلاث الماضية، مما اعتبره كثير من خبراء عالم الحيوان كارثة بيئية.
وبحسب موقع «ميرور» منذ مايو، أعلن مربو النحل في أربع من ولايات البلاد في البرازيل عن نفوق الحشرات بأعداد هائلة. ففي ولاية ريو جراندي دو سول الجنوبية وحدها هلك ما يصل إلى 400 مليون نحلة.
يعتقد الباحثون أن حالة الوفيات الجماعية هي نتيجة لاستخدام المبيدات على نطاق واسع في هذا البلد الواقع في أميركا الجنوبية؛ حيث إن النحل سريع التأثر بشكل خاص بالمواد الكيميائية التي تحتوي على النيونيكوتينو، الفبرونيل وغيرها من المكونات المحظورة من قبل الاتحاد الأوروبي في أبريل (نيسان) 2018. وفي العام نفسه، رفع الرئيس البرازيلي «جائير بولسونارو» حظراً طويل الأجل لاستخدام المبيدات في البرازيل.
وفقاً لجمعية Greenpeace، زاد استخدام المبيدات الحشرية في البرازيل في السنوات الأخيرة، حيث تم تسجيل 193 منتجاً يحتوي على مواد كيميائية محظورة في الاتحاد الأوروبى منذ عام 2016.
يمكن أن يكون لوفاة الكثير من النحل تأثير مدمر على الإمدادات الغذائية للبلاد؛ حيث يعتمد ثلث الطعام الذي نتناوله على التلقيح، وخاصة من النحل ولا يموت النحل في البرازيل فحسب، ولكن أعداده تتزايد في جميع أنحاء العالم.
أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن أربعة من كل عشرة مستعمرات لنحل العسل فُقدت في الولايات المتحدة في العام الماضى، مما يجعلها أسوأ فصل شتاء على الإطلاق... وقد أبلغت بلدان أخرى، مثل كندا والمكسيك والأرجنتين وتركيا، عن وفيات جماعية للنحل خلال الثمانية عشر شهراً الماضية.
دور النحل في السلسلة الغذائية مهم للغاية؛ حيث يحمل حبوب اللقاح من الجزء الذكوري إلى الجزء الأنثوي من النبات، مما يسمح بإنتاج البذور... وإذا مات الكثير من النحل، فلن نفقد فقط النباتات التي تلقحها، ولكن أيضاً الحيوانات التي تأكلها.
من أجل مساعدة النحل، دفعت مؤسسة الحياة البرية العالمية لبناء المزيد من المساحات الخضراء الحضرية وإدارة الأراضي للحفاظ على سلامة النحل.
يدَّعي بعض الباحثين أن إنشاء بقع من النباتات البرية والأعشاب، والتي تسمى الزراعة البستانية الصديقة للحياة البرية، يمكن أن يكون لها نتائج إيجابية.
يمكن للأفراد أيضاً المساعدة من خلال إنشاء حمامات النحل عن طريق ملء طبق صغير بالماء والأحجار أو عن طريق وضع النحل المتعب على الزهور.