أصدر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يوم أمس الأول، مجموعة من الأوامر الملكية، من بينها إنشاء هيئة جديدة حملت اسم «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي»، وهي ترتبط مباشرة بمجلس الوزراء، وتمّ الإعلان عن إنشاء مركز باسم «المركز الوطني للذكاء الاصطناعي»، ومكتب باسم «مكتب إدارة البيانات الوطنية»، والمركز والمكتب مرتبطان بالهيئة.
«سيدتي» تواصلت مع المهندس علي الخالدي، الباحث في الذكاء الاصطناعي، للحديث عن أهمية هذا القرار:
الاقتصاد الرقمي
يقول الخالدي: «نحن اليوم نرى قادتنا وهم يدفعون بلادنا باتجاه مصاف الدول المتقدمة؛ من خلال هذه القرارات النوعية، فهذا القرار مهم جداً، ويدل على اهتمام القيادة بأهمية البيانات والذكاء الاصطناعي في بناء المستقبل والاقتصاد الرقمي، ويتزامن مع حقبة ثورة البيانات؛ لأن البيانات هي نفط العصر الجديد، والآن سيكون للمهتمين بعلم البيانات وكذلك الذكاء الصناعي ولغة الآلة مظلة رسمية، حيث ستعزز أهمية توظيف بيانات الإنتاج العلمي للجامعات ومراكز الأبحاث وتنقيب البيانات، بما يحقق استثمارها في مجالات التنمية واقتصاد المعرفة لتكون رافداً اقتصادياً وطنياً».
حوكمة الذكاء الاصطناعي
أما عن دور الجهات التشريعية في تمكين تقنية الذكاء الاصطناعي والحد من آثاره السلبية، يقول: «إن البيانات تتطلب حوكمة لضمان خصوصيتها، واليوم وبعد هذا القرار، ستكون هناك حوكمة للذكاء الاصطناعي والبيانات، وستكون هناك تطبيقات أخلاقية للذكاء الاصطناعي».
ويضيف: «ستساعد هذه الهيئة على البحث والتطوير والتشريع، وستكون الراصد الدقيق للواقع الحالي والمتنبئ الرسمي للشكل المستقبلي، وستكون بلا شك أهم أداة استباقية لوضع الحلول قبل حدوث المشاكل، فعلم (البيانات والذكاء الاصطناعي) ليس من أهم صناعات المستقبل وحسب، بل هو المستقبل وصانعه».
رؤية 2030 والتكنولوجيا الرقمية
أولت المملكة أهمية قصوى لتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواكبة آخر التطورات التكنولوجية في العالم، ومن ذلك:
• مشروع «نيوم»، الذي تبناه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خير مثال على دخول عالم المدن الذكية والتحول لتقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية، فهو يتيح وجود المباني الذكية، وانتشار السيارات الذاتية القيادة، والخدمات المتنقلة الجديدة، التي تحسّن حياة السعوديين، من خلال المساعدين الرقميين، والمحادثة، والتعلم الآلي، وغير ذلك.
• توقيع السعودية اتفاقية مع شركة ميدلاب ميديا غروب «MMG»، وهي شركة إسبانية تعمل في مجال التكنولوجيا؛ من أجل توفير نظام اتصالات مشفر لبيئة الرعاية الصحية، ومحرك بحث تم تطويره حديثاً للاستخدام الطبي على أساس الذكاء الاصطناعي، وبطاقة رقمية للمهنيين الطبيين؛ من أجل تسهيل نقل البيانات الطبية الآمنة.
• تهدف السعودية إلى استغلال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة به؛ من أجل إيجاد فرص متعددة لتحسين كفاءة القطاع العام، وتقليص الاعتماد كثيراً على العمال المغتربين، وتحسين نوعية حياة مواطنيها.